مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : الرقص على جراح الاخرين

14

 

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

عجباً لبعض من وثقت بهم وأحببتهم وفي مكان القلب وضعتهم عجبا منهم أشخاص تفاجأ بين ليلة وضحاها بأنهم جازوك بالأساءة أساءة و بالكذب كذبا وبالنفاق نفاقا وبالبهتان بهتانا وباللف والدوران أصبحوا يرقصون على جراحك دون أدنى احترام لمشاعرك فصاروا هم مع من كسروك وحطموك والزمن ندا لك وهم يعلمون علم اليقين ما تحمله من نقاء وصفاء تجاههم ولن تفكر في يوم من الأيام بأن تخذلهم او تتلاعب بمشاعرهم وتسيء اليهم وتكذب عليهم كما أساؤوا إليك و كذبوا هم عليك ونافقوك فبالرغم من أنهم رأوا بأم أعينهم معاناتك كيف تعايشت بصعوبة معها ولاحظوا ذلك الضرر الجسيم والجرح العظيم الذي هدم حياتك وحطم قلبك ومشاعرك وأفقدك الثقة حتى بنفسك وممن حولك وأصبحنا في زمن قلت فيه المروءة وكثرت فيه المصائب وأصبحت الناس يرقصون على جروح الناس و هذه حقيقة لا غبار عليها فما تزرعه اليوم تحصده غداً وعلى نياتكم تحصدون فالخير والشر وجهان للبذرة التي تزرعها وتنتظر قطاف ثمرتها أو هناك من يقطفها فإذا زرعت الشر ستحصد الشر وإذا زرعت الحب سوف تحصد الاحترام وإذا زرعت المثابرة فستحصد النجاح وإذا زرعت العطاء فسوف تحصد الدعاء وإذا زرعت التواضع فستحصد حب الآخرين وإذا زرعت التسامح فسوف تحصد الخطأ فمع الأسف هناك من يزرع ويرحل عن هذه الدنيا تاركاً وراءه ثمار مرة ثمار يدفع مرارتها الأبناء وتنعكس على حياتهم فيدفع الأبناء ثمن أخطاء آبائهم وهناك من يزرع الخير والعطاء والسمعة الطيبة فتظلل شجرة ما زرع أجيالاً وأجيالاً ووضع القرآن الكريم قانوناً عاماً يبين أن الإنسان يجني ثمار جهده ونتاج عمله أياً كان في الدنيا والآخرة فقال الله تعالي {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
فكن رقيب علي حياتك فإن ما تزرعه تحصده وازرع ما تريد حصاده ولا تزرع شعيرًا وتنتظر أن تجني قمحاً جميل أن تزرع ما يجعل سيرتك تذكر بالخير في حياتك وبعد مماتك فأصحاب الضمائر الحية هم وحدهم من يتألمون حين يرون شر ما زرعوا وأصحاب الضمائر الميتة وما أكثرهم هم وحدهم من يرقصون على أنقاض ما زرعوا مفارقة بين الخير والشر لكنه الواقع الذي نعيشه التفنن في الزراعة مطلب إنساني حين يكون إنسانياً ومطلب شر حين يكون عكس الطبيعة الإنسانية وفي وقتنا هناك أناس كثر يزرعون الأشجار الطيبة التي تثمر بالعطاء والتسامح والخير ويتمتعون حين يرون ثمارها على أرض الواقع أو تكون لهم صدقة جارية بعد وفاتهم وما أحوجنا جميعاً لذلك فالناس من حولك لهم وجوه كثيرة فمنهم من يزرع الخير ومنهم من يبذر الشر ويفرق ويبتسم ابتسامة من حولك من الناس إما أن تكون ابتسامة رضا وحب على ما فعلوه من زراعة ورد عبق برائحة محيطه أو ابتسامة سخرية مبطنة بعدم الرضا وتمني أن تموت شجرة الورد علمتني الحياة ازرع الخير تحصد خيراً وازرع الشر تلاقيه فهل تعلمتهم أم على عقولكم أقفال وعلى قلوبكم غشاوة الأيادي الطيبة الكريمة لم تمت ولن تموت ففي كل زمان تجد الخيرين قناديل تضيء الزمان والمكان
لقد خلق الله الأشياء كلها في الحياة ضمن موازين وقياسات فالزيادة أو النقيصة والمبالغة فى الرقص على جراح الآخرين تسبب المشاكل بين الناس فكل شيء في الحياة يجب أن يكون موزوناً ومعتدلاً بما في ذلك المحبة التي هي ناتجة عن طيبة الإنسان وحسن خلقه فيجب أن تتعامل مع الآخرين في حدود المعقول عندما تبغضهم وفق حدود المعقول ولا يجوز المبالغة في كلا الأمرين فهناك شعرة بين الطيبة وحماقة السلوك هذه الشعرة هي منطق العقل فلا ترحل من هذا الدينا و أنت لم تترك بصمة طيبة في قلوب الآخرين أو أن تكون مجرد خيال اجعله واقعاً مادام قلبك ينبض فمهما بلغت من العمر لأبد من الرجوع الى الله عما تفعل من سوء الظنون والحقد والرقص على جراح الآخرين وهذا التعامل أكدت عليه جميع الشرائع السماوية ولو تأملنا تاريخ وأخلاق الأنبياء والأوصياء لوجدنا كل ما هو راق من الأخلاق والتعامل بالطيبة والصدق لنشر المحبه فى قلوب الآخرين

التعليقات مغلقة.