مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : الحب يمرض ولا يموت

47

 

 

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

لا ينتهي الحب ولا يموت مهما دفنت القلوب ولا يتوقف جريانه في شرايين العشاق ولا نملك للحب مفاتيح ولا رغبات إنه حالة تقتحم القلوب فتغير حالنا من حال إلى حال فالحب نعمة من نعم الله وروح الحياة الذي يبقى في دائرة الحنين ولا يموت حتى إن دفنته وغادرته سيبقى دائماً موجوداً فالمقبرة الحقيقية للحب ليست في الأرض حتى نستطيع تجاوزه بل في القلب وقلبك المكان الوحيد الذي يلتصق بك في كل مكان تذهب إليه حتى تكتشف بأن حباً سكنك بكل ذلك القدر من العشق لا يمكن أن يموت حتى أن تألمنا منه وإن الموت الأكبر هو فقدان القدرة علي الحب فإذا أردت أن تعيش حياة جميلة مليئة بالتفاؤل عليك أن تزينها بالحب لأنه هو النور الذي يشع من القلوب ليزين ظلمات الحياة و ينشر رحيق الأمل فيخلق البسمة ويجعلنا نرسم طريقنا بنظرة مليئة بمستقبل باهر فالحب أساس الحياة والحياة بدون حب ليل موحش تعمه الوحدة والضعف
نحن ندرك أن الحب دائماً هو أهم عنصر لاستكمال الحياة البشرية فهو العاطفة النبيلة التي على أساسها تبنى الحياة فهو أساس التسامح وسبب التضحية ومركز إنكار الذات وبؤرة الإيثار ونبع الحنان وبحر الإلهام فهو سر أسرار الحياة وأنبل ما في تلك العاطفة أنها لا يمكن أن تختزل في صورة محددة أو تختصر في فكرة معينة فهي عاطفة شاملة كاملة تعم كل مناحي الحياة وكل أشكال الحب لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل فالحب ينمو مثل زهور برية على ضفاف نهر لم يمسسه بشر ينشر روحه المبهجة ليضيف لملامحنا بريق طفل يلهو دون أن يحسب كم من العمر مر ولا كم من المسافات قطعنا ولقد خلق الله الحب روح فى روح كل إنسان ليظل معه من لحظات الميلاد حتى لحظة الموت يلهم الله من يحبهم أن يكتشفون الحب ويتعاملون به لتصبح حياتهم أجمل
فبالكلمة الطيبة التى تقدمها لإنسان مع ابتسامة هى أرقى حالات التعبير عن مشاعر الحب داخلك لايقاس الحب إلا بالعطاء مهما اختلفت صور الحب فهى فى كل حالاتها احتياج لإنسان آخر تبحث عن سعادتك معه والحب دائما فى احتياج إلى أن تعبر عنه حتى لا يموت فكلمات الحب مثل قطرات المطر كلاهما يعنى استمرار الحياة وحينما يموت الحب تسرق البسمة من شفاهنا ويقتل الأمل من داخل قلوبنا وتنتحر الكلمات من قبل أن تخرج من أفواهنا وتتبعثر السطور من قلب دفاترنا العتيقة وتذروها رياح الغفلة ونرميها بسلة الماضي البعيد وتنقشع معها كل سحابات الفرح وتذبل الزهور وتتيبس فروع الأشجار وتتعطش الأرض لحبيبات المطر ويأتي الخريف ويقضي على ما تبقى من وردات ربيع عمرنا الحزين ونعيش بعده بمأساة طال أمدها وتركت بصمتها التي خلفت بجوف أيامنا كل اليأس والذعر عندما يموت الحب تتلبد السماء بالغيوم الممطرة وتختفي النجوم البراقة من فضاء أيامنا البائسة ويتوارى بكل خجل ذاك القمر الجميل وراء الضباب المتكدس بكل عنفوان خلف الظلام
عندما يموت الحب تصبح سماء سعادتنا سوداء قاتمة بلا نجوم وبلا قمر يضيء أرجاءها ويعيد نبض الحياة في شرايينها وتروي تراب أرضها البائسة بسلسبيل المحبة وترياق الفرح
عندما يموت الحب تهرب الأمنيات وتتلاشى الكلمات وترحل الذكريات إلى صحراء الندم وتدفن معالمها وتفاصيل نشوتها في ذاك الزمان الغابر
عندما يموت الحب يسكب الألم في وعاء أرواحنا كل الأحزان والأوجاع و عندما يموت الحب ينفر كل شخص من الآخر وتستوطن الكراهية في قلوب الناس ويحل مكان الحب غل وحقد يملأ قلوبهم بالضغينة والألم ولا يخلف وراءه غير الآهات والويلات بعذاب يدمي النفوس و يشقيها بين تقلبات الأفكار وتستفحل بين خلجات الوجدان مرارة الأزمان وتتوارى أحلامنا خلف ستار مستقبل مجهول لا نعلم أين تحط بنا رحاله الأليمة وتتوه من الذات بلا عودة كل ترانيم الأفراح ونسمع وقع خطاها على دروب الحياة
عندما يموت الحب يموت معه كل شيء ولا يبقى منه أي شيء غير كل شيء يعكر صفو حياتنا ويرعب نفوسنا من غد نخاف منه كثيراً وهو قادم إلينا ويحمل بجعبته كل شيء يهدم قصور أحلامنا ويحطم قلاع آمالنا في نهاية المطاف وعندما يموت الحب يموت معه كل شيء جميل وتتوقف عقارب الساعة وتنتهي الحياة عند آخر محطات العمر الذي ضاع بين ذكرى الأمس واليوم بين النسيان
و الخذلان و بين الأحلام و الآهات
فالغريب في الحب إنه لا يموت حتي لو اظهرنا عكس ذلك لان الحب هو الإيمان الثابت المتدفق في القلب والذي يجعلنا نشعر بلذة التعلق بالله سبحانه وتعالى وتشوقنا إليه وأن نتذكر دائماً كماله وجماله وتوالي عطاياه لنا فالقلب اليتيم هو القلب الذي لم ينبض بحب الله ولم يستشعر بقيمة عطاياه فالأمان والقوة والراحة وكل شيء بيده سبحانه وتعالى وإذا أحبك الله ألقى محبتك في قلوب الناس فالأنبياء بكمالهم ملكو القلوب والله سبحانه وتعالى أرادنا أن نأتيه طوعا وليس قسرا وهذا هو الفرق بين الحب وبين الواجب فأنت حينما تحب الله تفعل المستحيل لإرضائه وإرضاء الله يكون في حبنا للخير والتميز والإرتقاء بأنفسنا وأروع نموذجا للحب هو إرتقاء الله بنا ومن أجلنا وغفرانه لنا فكلما أقبلنا على الله بكل قوة صغر كل شيء أمامنا وفي قلوبنا ووثقنا بأن لا قادر إلا الله فما حاجتنا لأحد سواه يعيش في أعماق كل شخص فينا فلولا الحب لانعدمت الحياة وفقدنا القدرة على التناغم والتعايش فالحب نعمة من نعم الله على الانسان وهو مرض يصيب القلب وتنتقل العدوى بالنظر وهو كالزهرة الجميلة مليئة بالاشواك لايفوح عطرها إلا إذا تساقطت عليها الدموع وكالموت يغير كل شئ ولولا الحب لما تذوق الانسان سعادة الوجود لكن للأسف مضى الحب مع الأيام ومضى معه روعته وجماله

أيـن الحب الحقيقي في هذا الزمن
أين الوفاء؟؟
يذهب كل شيء يتعلق بالإنسان و يبقى عمله وسيرته والأثر الذي تركه في قلوب الناس و بصماته التى أحدثت فارقاً
فعندما نحب في حياتنا ونفتقد من نحب يوماً ما فإن الحب الأصيل لا يزول ويبقى في قلوب الأوفياء وخصوصا عندما يرحل من نحبه في هذه الدنيا فإن حبه يبقى في قلوبنا وتجدده الذكرى ولا يرحل من قلوب تبعث الحب وتصنعه لقلوب الأخرين  .

التعليقات مغلقة.