مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : اصمت ايها القلم غزة تحترق

 

 

قد يهمك ايضاً:

مواقع التواصل الاجتماعي: سلاح ذو حدين

صحة المصريين فى خطر

سيسالنا الله عن اهل غزة وسيشتكينا للطفل المذبوح والاب المحروم والام الثكلى والاخ الفقيد والاخت المفقودة والزوج الشهيد والارملة المنكوبة وسنحاسب جميعا امام محكمة الله فجميعنا أثمين واكثرنا مشاركين بهذا الجرم العظيم ماذا فعلنا لأهلنا في غزة وحنين وماذا سنفعل واين الجيوش العربية التي نشاهد طلائعها تتدرب ليوم المحن واين الطائرات التي نراها بين الحين والحين في سماء الدول العربية واين العدد والعدة والى اي يوم نحن نحجبها ولأي ساعة نحن نكدسها
اليس هذا اليوم يوم غزة هو يومها؟
ابشع جريمة ان يستنجدك اخاك فتخذله ويلجأ اليك فتطرده ويناديك ولا تسمعه ويسمعك اهاته والمه دون ان يحرك ضميرا كان فيك يعهده نحن يا سادة حقيقة خذلنا غزة بل خذلنا امتنا العربية وبدل تجيش الجيوش واعلان الحرب على الصهاينة ذهبنا الى التصريحات واظهرنا خوفنا من ان نحتوي اهل غزة فتنتقل الحرب الى ارضنا وقد تجنبا ان نقول انها حرب ضد الصهاينة لنقول اننا نريد ان نبعد الارهاب عن ارضنا وشعبنا و وطننا ونسينا ان مسافة السكة لنجدة اخوتنا قد ضاعت بعد ان فقدنا اتجاه سكتنا
لماذا تتركون غزة وحيدة؟ سؤال على كل ألسنة الشعوب لم تتركون أهلكم في غزة يذبحون على مرأى منكم؟ ألا تسمعون صرخات المكلومين وأنات الموجوعين؟ ألا تشاهدون الأواني الفارغة في أيدي الأطفال الجوعى و العطشى والمصطفين طويلا للحصول على طبق من الشوربة وهل تغني الشوربة من جوع؟ ألم تسألوا أنفسكم أين ينتهي مصير الجرحى؟ كل الجرحى بما في ذلك من لحقت به جروح قطعية بسيطة ربما لا تحتاج لأكثر من عدد من القطب الطبية ومضاد حيوي وبعض الضمادات لتوقف عدوى فتاكة تنتهي بالموت البطيء ألم تسألوا أنفسكم كيف يبيت الأطفال في خيم من البلاستيك الشفاف الذي لا يصد الرياح ؟ هل تساءلتم كيف ينام أولئك الأطفال الجوعى والعطشى والمقرورون؟ هل تستطيعون الصبر ساعة من الزمن في مثل تلك الظروف؟ بل هل تساءلتم كيف يقضي أولئك النازحون حاجاتهم الطبيعية؟ هل تعرفون معاني الإنسانية والكرامة؟ ألا تشاهدون أمما بعيدة كل البعد عن غزة تتظاهر ضد الصهيونية وتنتصر لفلسطين ولأهل غزة؟ ما بالكم عفا لله عنكم ألم تشاهدوا الطفلة الجريحة المكلومة وهي تسال الممرض أو الطبيب الذي يرعاها عمو هادا حلم والا بجد هل هذا حلم أم حقيقة؟ آه ثم ألف آه ما كنت أحلم يوما برؤية بني قومي في موقف ذلة كهذا الذي أرى لم يطلب منكم أحد أن تهبوا لنجدة غزة لا ليس المطلوب أن توجهوا طائراتكم التي دفعتم عشرات بل مئات المليارات من الدولارات لقاء اقتنائها ربما للاستعراض أو لأسباب أرخى حتما ليس من بينها أمر اسمه الأمن القومي العربي كل الشعوب العربية تتفهم ذلك لكن أليس بإمكانكم التناغم مع الضمير الإنساني الذي يحرك الشعوب وبعض الحكومات غير العربية على امتداد الساحة العالمية أظن أن التاريخ لم يشهد ولن يشهد ذلاً ومهانة كالذل والمهانة اللذين يعيشهما العرب اليوم فالمأساة تعدت حدودها وتعدت قيودها إن كان للمآسي حدود وقيود فما يحدث في غزة مهزلة تاريخية وإنسانية بشعة بل هي أبشع المهازل وأقساها وأعنفها وقعاً على التاريخ الإنساني منذ وجوده فلو أن مايحدث في غزة من حرب وإبادة وإذلال وتجويع وقع على كلاب مسعورة أو مصابة بداء الطاعون والجرب لصرخ العالم كله احتجاجاً على طريقة ذبح تلك الكلاب بهذه الصورة وبهذا الشكل القذر والعفن والصارخ إسرائيل تبيد شعباً بطائراتها وغاراتها اليومية وتقطع عنه الماء والكهرباء والدواء والطعام وهذا الشعب يسبح في دمائه وجوعه ودموعه ومسغبته و العرب صامتون صامدون في صمتهم واستخذائهم وجبنهم وعارهم الذي لن تغسل سواده الأيام ولا العصور والدهور بل إن الصمت العالمي هو الآخر صمت نذل وجبان ويثبت أن مقولة العالم المتحضر ما هي إلا أضحوكة سخيفة بل هي فضيحة أخلاقية أبعد ما تكون عن التحضر وأخلاق التحضر فإسرائيل تمارس عملاً شاذاً ووقحاً ووضيعاً والعالم الغربي الذي يساعدها ويدعمها على ارتكاب هذه المجازر اللا إنسانية في عصر التمدن والعولمة ما هو إلا عالم غارق في رجسه وعنصريته وحقده ونجاسته
والعرب يثبتون يوما بعد يوم أنهم يسيرون في طريق الذلة والمهانة والهوان بثبات يحير اعداءهم ويذهل خصومهم بل ويجعل منهم أمام الآخرين قطعانا شاذة في تعاملها مع الحياة والعيش الكريم فقد رضوا بالوضاعة وتسنموا مقعدا رفيعا من ذروة الذل وذروة الذل أن تموت المروءات وأن يمشي إلى الوراء الوراء فالوراء العربي يركض سريعاً خلف ورائه المذعور والمروءات العربية ماتت منذ زمن بعيد ولست أدري كيف يفكر العرب وهم يركضون خلف ظلال مذلتهم
هل هم يعتقدون أن إسرائيل سوف ترفع السيف عن رقابهم حينما تبيد الشعب الفلسطيني وأنهم أخذوا عهداً وموثقاً في أمريكا أو في أي مكان بالأمان عليهم؟هل يظنون أن إسرائيل ستقف عند هذا الحد وأنهم سيظلون بمفازة من غدرها وحربها وقتلها؟
أجزم أن العرب يظنون ذلك بل ويؤمنون به ومن أجل ذلك باعوا فلسطين وباعوا القدس وتركوها للشيطان يحكمها ويرثها والعرب بذلك إنما يصبون غباءهم فوق طين جبنهم فمطامع إسرائيل أكبر وأوسع وأخطر من أن تقف عند حدود فلسطين التي احتلتها ثم ملكتها ثم هودتها وأقسم لكم أيها العرب بما يقسم به الرجل المؤمن الشريف أن إسرائيل ومعها أمريكا بل والغرب كله لن يتركوكم وأنكم إن ظللتم في ضلالتكم هذه التي تعمهون فيها وظللتم في استسلامكم وخضوعكم وخنوعكم فإنكم سترون ما ترونه بأعينكم اليوم في غزة وقد انتقل الى بلدانكم فإسرائيل دولة عنصرية توسعية فرضت على أرض العرب من الغرب فرضاً وهي ممثل الغرب الشرعي في المنطقة ولن تقبل مطلقاً أن تعيش مكبلة بحدود سياسية تعتقدون أنها ستفصلكم عنها فالذين يفرطون في اعتقادهم بأن إسرائيل ومن لف لفها ووقف الى جانبها سراً وعلانية إنما تبيد غزة وتحترق اليوم كآخر معقل للمقاومة ومن ثم فإنها ستفرغ للسلام مع العرب أقول إن الذين يظنون ذلك إنما يمارسون أتفه أنواع الغباء والمجون السياسي
أيها العرب اعلموا أن إسرائيل حريق ينتقل من غابة إلى غابة حتى يحول جميع الغابات الى فحم ورماد وها أنتم ترون الشرر ولهيب النار فاستيقظوا ولا أقول حاربوا لأن من يقول هذه الكلمة حاربوا في مثل هذه الظروف المبكية المحزنة سيعتبر قوله ضربا من ضروب الوهم والجنون وإنما أقول اصرخوا ونوحوا وابكوا والطموا وجوهكم واذرفوا دموعكم على إخوانكم هناك خفضوا من ساعات الرقص والعهر الماجن في قنواتكم تضامناً مع اخوانكم الذين تحاصرهم إسرائيل بالنار والعار و البارود والجوع والقهروالمذلة والدماء ودربوا انفسكم وأولادكم على الخوف والفزع وهيئوهم لغزات وغزوات إسرائيلية أخرى منتظرة
فاهل غزة يا سادة محتاجين اليوم النخوة العربية والغيرة الاسلامية والفعل الحقيقي والرد الصاعق واخذ الحق باليد لا بالفك فلنعلن الصيام الى ان نفك حصار غزة بهمتنا وبسواعدنا ولنعلن الحداد الى ان ينتصر الطفل المذبوح والاب المجروح والام القتيلة والطفلة الشريدة والشارع المليء بدماء شهدائنا فان لنا جيش عربي اوله قارة اسيا واخرة قارة افريقيا ولدينا اخوة من المسلمين من كل حدب وصوب ولدينا ايمان بالله انه ناصرهم وناصرنا ولكن علينا ان نتوكل على الواحد الديان فمن العيب علينا ان نأكل وننام ونتنعم بنعم الله واخواننا في غزة تأكلهم النيران وترهبهم قنابل الارهابين في كل مكان
فياحكام العرب الحكيم منكم ولانشك في وطنية اكثركم انتصروا لدم اخوانكم هبوا جميعا واصرخوا فان صرختكم ترهبهم وصوتكم يقتلهم وسواعدكم ترهبهم فغزة تحترق ياحكام العرب وهي امانة في اعناقنا ودم شهدائها دين يلاحقنا ونصرتها واجب علينا والغفله عنها خذلان والسكوت على الصهاينة سيتبعه الندم

التعليقات مغلقة.