مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : إحذروا نواب المصالح

 

لا تكن شريكاً في جريمة إختيار نائب المصالح الشخصية والمنافع الخاصة إذا كنا صادقين النية في إحداث التغيير الحقيقي المنشود لمجتمعنا ومستقبل أجيالنا القادمة بعد أن مررنا بتجربة كافية وعانينا جميعا بما يكفي من تصرفات وممارسات بعض النواب السابقين التي انعكست على ثقافة المجتمع وكانت السبب المباشر في انتشار الفقر بسبب عدم وضع القوانين التى تخدم المواطن وتوفر له الحياة الكريمة وانتشارظاهرة العنف واستشراء الفساد والرشوة والمحسوبية والواسطة والشللية والعصبية القبلية والجهورية والمناطقية والإقليمية
متمنيين على الله سبحانه وتعالى أن يمكننا من انتخاب من هم الأفضل والاصلح وخيرة الخيرة من الرجال الحكماء الأوفياء الأنقياء الصادقين ليكونوا ممثلين حقيقيين لنا في مجلس النواب القادم ليمارسوا دورهم الوطني الحقيقي في الرقابة والتشريع وان يبعد عنا المغامرين والباحثين عن الشهرة خاصة من أصحاب الدعوات الضيقة التي تمس الوطن بإسم الوطنية وأن الانتخابات البرلمانية ليست مجرد إجراء روتيني نمر به كل خمس سنوات بل هي شهادة يدلي بها المواطن لمستقبل الوطن ومسؤولية تقع على عاتق كل مواطن وهي أخطر شهادة قد يدلي بها الإنسان في حياته
فالنائب الذي يصل إلى البرلمان ليس مجرد شخص عادي بل هو لسان حال الشعب وصوته تحت قبة مجلس النواب حيث تصاغ القوانين وتناقش الأزمات وترسم ملامح الغد
لكن السؤال الأهم هل ندرك حقاً خطورة هذه الشهادة؟

هل نختار نوابنا بناءً على الوعي والكفاءة أم وفق معايير مغلوطة تجعل من الانتخابات سوقاً تباع فيه الأصوات وتشترى بالوعود الزائفة؟
النائب ليس ذلك الشخص الذي يملأ الشوارع باللافتات أو يظهر فجأة في الأفراح والمآتم وكأنه تاجر موسمي يبحث عن زبائن مؤقتين النائب ليس وسيطاً لإنهاء المصالح الشخصية أو لمنح التسهيلات لمن يدفع أكثر النائب الحقيقي هو الذي يُدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه والذي يدخل البرلمان ليشرع القوانين ويراقب أداء الحكومة لا ليقضي مصالح الأهل والمعارف

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب زيارة لقبر جمال عبدالناصر !

” الرجال يموتون قهرًا دعوهم يبكون “

المواطن البسيط قد يسأل نفسه “ما دور النائب الحقيقي؟ هل هو مجرد شخص يساعد في نقل موظف من مكان لآخر؟ أو يتوسط لإنهاء معاملات حكومية؟ أو يدخل إبنه أو قريبه أحدي الكليات العسكرية والشرطة والقضاء
إذا كان هذا هو التصور عن النائب فإننا أمام كارثة حقيقية لأن الدور الأساسي للنائب هو التشريع والرقابة على الحكومة وليس لعب دور “المخلّص” في الأمور الحياتية البسيطة
ومع اقتراب الانتخابات تبدأ المليارات في التدفق وتتحول بعض الدوائر إلى أسواق تباع فيها الأصوات وتشترى بالمال والوعود فجأة يظهر النائب فلان والاستاذ فلان والحاج علان الذي لم يره أحد منذ خمس سنوات يبدأ في حضور الأفراح والمآتم يوزع الهدايا يضع اللافتات ويروج لنفسه وكأنه المنقذ المنتظر

لكن السؤال الذي يجب أن يطرحه كل مواطن إذا كان هذا المرشح ينفق الملايين للوصول إلى البرلمان فماذا سيفعل بعد نجاحه؟ المنطق البسيط يقول إنه سيبحث عن تعويض ما أنفقه وسيدخل المجلس ليس لتمثيلك بل لتحقيق مصالحه الشخصية وتعويض ما أنفقه علي الدعاية الانتخابية والملايين التى انفقها
على مدار الشهور الماضية
عشنا تجارب نيابية لم تحقق طموحات الشعب والسبب سوء الاختيار
لأن البعض يختار بناء على العادات والتقاليد فيصوت للنائب فلان والاستاذ فلان والحاج فلان لأنه يحضر المناسبات أو لأنه راجل بتاع الناس دون أن يسأل نفسه
هل هذا الشخص قادر على التشريع؟ هل يملك رؤية لتطوير الدائرة؟ هل سيدافع عن حقوق المواطنين تحت قبة البرلمان؟.
الحقيقة المرة أن بعض المرشحين يدخلون المجلس من “الباب الخلفي” أي عبر شراء الأصوات والتلاعب بالمشاعر ثم يتفاجأ المواطنون بأنهم لم يحصلوا على أي تغيير حقيقي بعد الانتخابات
الانتخابات ليست مجرد تصويت بل هي شهادة سيدلي بها كل مواطن أمام الله والتاريخ
فمن يختار نائباً فاسداً أو نائباً بلا رؤية فإنه يساهم في استمرار الفساد وتراجع الوطن
لذلك علينا أن نحسن الاختيار وألا ننجرف
وراء الوعود الوهمية والمظاهر الزائفة
فإذا رأيت من ينفق الملايين للوصول إلى المجلس فاعلم أن طريقه خاطئ وأن نيّته ليست خدمة الناس بل خدمة مصالحه لا تبع صوتك ولا تشارك في هذه الجريمة السياسية

إذا كنا نحلم بوطن أفضل فإن البداية الحقيقية تبدأ من حسن الاختيار
لا تمنح صوتك لمن يضحك عليك كل خمس سنوات ولا تخدع نفسك بالشعارات البراقة والهدايا الموسمية
ابحث عن الكفاءة عن أصحاب الفكر والرؤية عن الذين لديهم مشروع حقيقي لتطوير الوطن وليس مجرد مشروع شخصي للوصول إلى البرلمان
الانتخابات ليست مجرد تصويت بل هي قرار مصيري فإذا كنت ترى منكراً في الممارسات الانتخابية فإن تغيير هذا المنكر يبدأ بقرارك بوعيك بشهادتك التي ستكتب مستقبل هذا الوطن
لا تضيع صوتك ولا تكن شريكاً في الجريمة الاختيار الصحيح اليوم هو ما سيصنع مجلس نواب قوياً غداً وهو ما سيحدد إذا كنا سنرى النور أخيراً أم سنبقى عالقين في تجربة نيابية لم تحقق آمال الشعب