أنت الفصول
بقلم – محمد حسن سلمان:
وكما الفصولِ تجدَّدي بالموعدِ
وتناغمي مع كل فصلٍ واردِ
سأكونُ في تشرينَ فروةَ معطفٍ
لأضمَّ خصركِ في الشتاءِالباردِ
وأمُرُّ في ليلِ الحكايةِ شاهراً
سيفاً لعنترةَ الَّلهوْفِ العائدِ
أترقبُ الأقمارَ عند أفولِها
ومُداعباً شعرَ الحريرِ الشاردِ
وكما الخريفِ تجمَّلي بظفائرٍ
صفرٍ وتهربُ من جمارِ الواقدِ
أنتِ الفصولُ وفي حياءِكِ ما أرى
بالوجنتينِ هطولَ ثلجٍ راعدِ
وبكِ الربيعُ كزائرٍ عند الضحى
يختالُ في روضِ النهارِ الغاردِ
تلكَ الفصولُ جعلتها بقصائدي
وحياً يُزفُّ بكلِّ حرفٍ شاردِ
أسكنتها في مرْضِعاتِ خواطري
هي كالكتابِ بذهنِ عبدٍ ساجدِ
وبها أُقرِّبُ بالمسافةِ بيننا
كالنّورِ يكشفُ وجه فجرٍصاعدِ
كوني رياحَ الشوقِ تعصفُ بالهوى
وتكاثفي كالغيمِ زُفَّ بواردِ
إني إليكِ بذلتُ آخر زفرةٍ
شهقتْ بأحمالِ الغرامِ الآبدِ
تمّوزُ إنْ يُلقي بدربكِ جمرهُ
سأفرُّ من تشرينَ ديمةَ واعدِ
وأقولُ يادربَ الحبيبةِ في لظى
تموزَ جئتكَ سارياً بالخامدِ
أنا يا حبيبةُ من فصيلةِ من طوى
عِبْرَ الفصولِ تقلباتِ الواعدِ
التعليقات مغلقة.