نرمين الشال
لا أستغرب ما سببته أزمة منع بعض مؤدي المهرجانات عن الغناء من سجال في المجتمع المصري حيث خلق قرار نقابة المهن الموسيقية بوقف عدد منهم حالة من الجذب والشد ليس فقط على مستوى أهل الفن والنقاد أو المشتغلين بالإعلام بل إن رجال أعمال وأطباء وسياسيين أدلوا بدلوهم أيضا وعبر كل عن رأيه في هذه المسألة وهذا حقهم بلا شك، ومخطئ من يعتقد أن الفن في المجتمعات شيء هامشي يقتصر الاهتمام به على فئة محددة أو أنه مجرد وقت مستقطع لمن يرغب في بعضا من السلطنة أو الفرفشة.
نعم وبلا شك الفن مرآة الشعوب ولو نظرنا حولنا فلن نجد تنافرا بين ما يؤديه هؤلاء الممنوعين بأمر مجلس نقابة المهن الموسيقية وبين ما أنتشر مؤخرا من جرائم عنف فكلاهما شاذ وكلاهما سيء ومرفوض بنصوص القانون، ولا فرق بين من ينشر الفن الهابط الرديء وبين من يمارس الجريمة بل هما مرتبطان ببعضهما، وهذا ليس رأي شخصي خاص بي، بل هذا ما أخبرنا به التاريخ وأثبته الواقع.
جون رسكن وهو أديب وكاتب إنجليزي راحل كان يقول : ” أسلمني زمام الموسيقى في بلد ما و أنا أسلمك شعبا صالحاً “…… إذا للموسيقى تأثير على سلوك الناس وتوجهاتهم لأنها جزء من البيئة والثقافة، وربما يجد البعض في هذا تفسير لإصرار الجهات الرقابية على التصدي لتلك الموجة من النشاز التي تجتاح أسماعنا، أما الغريب فهو وجود فريق آخر يرى في قرارات النقابة بمنعهم إجحاف وتجني يعولون على أنه في كل عصر كان هناك من ينعت كل جديد يقدم بـ ” الفن الهابط ” وهذا ليس صحيح ولا ينطبق على حالة هؤلاء الذين تجاوزا فيما يقدمون من كلمات جميع المحاذير.
لذا فأنا لا أتوقع أنه سيكون هناك جدوى من أي قرار أو إجراء قانوني اتخذته النقابة مع ال19 اسم الذين شملتهم قائمة المنع إن لم يكن هناك تفهم لأبعاد المشكلة ومساندة لهذا القرار فالأصوات التي تحاول تصوير الأمر على أنه صراع شخصي بين هاني شاكر وما يمثله من ” الجيل القديم ” في الغناء وبين مجموعة أصوات شابة تقدم لون جديد وتعافر لحجز مكان والتواجد على الساحة الفنية داخل مصر هو قلب للحقائق.
التعليقات مغلقة.