كتب – نهلة مقلد
بملامح وجهه المنحوتة، وبأدائه الانفعالي الهادئ، فضلا عن صوته المميز، جذب الممثل المصري عماد حمدي، الذي رحل في مثل هذا اليوم، 28 يناير/كانون الثاني، الآلاف من الفتيات، عبر ظهوره على الشاشة الفضية، ويلقب بـ “أشهر فتى شاشة” في تاريخ السينما المصرية خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي.
من أفلام دعائية إلى “السوق السوداء”
ولد محمد عماد الدين عبد الحميد، الشهير بعماد حمدي في 25 نوفمبر 1909، بمحافظة سوهاج، لأب يعمل موظف، وعلى دبلوم مدرسة التجارة، وبدأ موظفا في “ستوديو مصر”، وترقى من رئيس حسابات إلى مدير للإنتاج، ثم مديرا للتوزيع.
وبسبب حبه للتمثيل، فإن عماد حمدي شارك في أفلام دعائية في وزارة الصحة من إنتاج “ستوديو مصر”، وكانت بدايته الحقيقية في عام 1945 في فيلم “السوق السوداء”، ومن إخراج كامل التلمساني.
من “فتى شاشة” إلى واحد من أشهر آباء السينما المصرية
شارك الراحل عماد حمدي، في بطولة العديد من الأفلام الهامة في تاريخ السينما المصرية، منها ١٥ فيلما تم اختيارها في قائمة أفضل ١٠٠ فيلم فى تاريخ السينما المصرية، بحسب استفتاء النقاد عام ١٩٩٦، مثل “خان الخليلي”، و”ميرامار”، و”ثرثرة فوق النيل”، و”بين الأطلال”، و”إني راحلة”، و”وا إسلاماه”، و”سيدة القطار”، و”المنزل رقم 13″، و”الله معنا”، و”المرأة المجهولة”، و”لا تطفئ الشمس”.
ولم يكتفي عماد حمدي من كونه “أشهر فتى شاشة”؛ بل تدرج في أدائه، مع مرور السنوات، ليقبل بتجسيد أدوار الأب في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، ويصبح منافسا للممثل المصري حسين رياض في هذه الفئة، وذلك من أدواره المؤثرة في أفلام “أم العروسة”، و”الخطايا” و”أبي فوق الشجرة”، وآخر أفلامه “سواق الأوتوبيس”، من إنتاج عام 1983، قبل وفاته بعام واحد.
من أشهر مشاهد عماد حمدي على شاشة السينما، هو صفعه للمطرب المصري الراحل عبد الحليم حافظ، في فيلم “الخطايا”، ويروي المطرب الشهير بـ “العندليب الأسمر”، في اللقاء بالأسفل، أن صفعة عماد حمدي له، تسببت في خروج الدماء من فمه، من شدة قوتها.
نادية الجندي
تزوج عماد حمدي في حياته من 4 فنانات: الأولى من الراقصة حورية محمد، ولكن سرعان ما انفصل عنها، والثانية فتحية شريف، والتي أنجب منها نادر، والثالثة من الفنانة المصرية شادية، والرابعة والأخيرة من الممثلة المصرية نادية الجندي، وأنجب منها ابنه هشام.
وبسبب طموحها، فإن عماد حمدي قرر أن ينتج لزوجته الفيلم الاستعراضي “بمبة كشر”، للمخرج حسن الإمام، وأنفق عليه ثروته تقريبا، واتفق معها على أن ينال نسبه من الإيرادات.
وحقق الفيلم نجاحا كبيرا، ولكن رفضت نادية الجندي أن تعطي عماد حمدي أي مبلغ من إيراداته، واستولت عليها كلها، كما استولت أيضا على شقته في حي الزمالك بالقاهرة، المكونة من 9 غرف.
وبعد الكثير من الخلافات، وقع الطلاق بين عماد حمدي ونادية الجندي، بعد زواج استمر 13 عاما.
نهاية مؤسفة
ويحكي عماد حمدي في مذكراته، أنه بعد انفصاله عن نادية الجندي، اضطر لأن يعيش مع زوجته السابقة فتحية شريف، وابنهما نادر، في شقة متواضة، مكونه من حجرتين، و لكن لم تتركه نادية الجندي في حاله، فكانت تثير معه المشاكل، وهددته أنها بإمكانها أن تستولي على هذه الشقة أيضا، وكانت حاول الوقيعة بين ابنها هشام وأخيه غير الشقيق نادر.
وعاش عما حمدي أواخر حياته مكتئبا وحزينا بعد أن ضاع منه كل شيء، وتؤكد كاتبة مذكراته إيريس نظمي، أنها لم تجد منضدة في شقته لوضع المسجل عليه من أجل تسجيل مذكراته، وعندما طلبت منه أن يحسن من صورته قليلا من أجل التصوير، أزاح بيده لها، في إشارىة إلى أنه لا يكترث.
وفي 28 يناير 1984، رحل “فتى الشاشة الذهبي” في الخمسينيات عماد حمدي، عن عمر 75 عاما، وحيدا ومفلسا ومكتئبا، بعدما كان اسمه ملء السمع والبصر، وكانت تتهافت معجباته على صوره، ويتلقى عروض لبطولة أضخم الأفلام من حيث الميزانية