أزمة في صحافتنا
بقلم -جمال علم الدين:
مما لا شك فيه ان الصحافة هذه الايام تمر بأزمة ليست فقط ازمه ماليه ولكن ازمه فى هوية الصحفيين,ولغة الكتابة والمتاجرة بتلك المهنة التى كانت من أرقى وأسمى المهن على الإطلاق البعض يستهويه ان يطلق عليه انه “صحفي” وهو لايدرك معنى تلك الكلمة او المهنة لذلك يتخذها البعض من باب المنظرة فيما لايعى قدر تلك المهنه والبعض الاخر يتاجر بها للتكسب من وراءها.
احزننى حقا ان معظم طلبة أقسام الإعلام فى جامعات مصر المختلفة يخطئون إملائيا فى الكتابة والبعض الاخر لا يريد ان يقرأ ويطلع حتى انه لا يدرك الأحداث الجارية سواء السياسيه او الاقتصادية منها وعندما سألت احدهم ان يحصى ولو اسماء ثلاثه وزراء ومازادنى حزنا عندما سألتهم من منكم يعرف مصطفى وعلى امين وكانت الاجابة مفجعة عندما صمت الجميع!! فأنه لم يتمكن من ذلك فان هؤلاء يحملون كتبهم الدراسيه وقراءتها فقط لاجتياز الامتحانات فقط ودهشت حينما سألت البعض منهم ماذا تعرف عن الصحافة ؟ومن هو الصحفى؟ الا ان دهشتى زادت حينما لم ينطق احد ولو بكلمه !!!
انها ازمة يا ساده حينما تنتج لنا اقسام الاعلام مثل هؤلاء الشباب الذين يريدون الالتحاق بسوق العمل الصحفى فلا لايجدون لهم مكانا معتقدون ان شهاده تخرجهم هى تذكره المرور لهم فى هذا العالم.
اذن هل يكون العيب فى المناهج وطرق التدريس أم أساتذة الاعلام بهذه الكليات طالما ان هذا منتج سيئ لا يجد له مكانا فى عالم الصحافه.
الإ أننى ارى ان مهنة الصحفى لا تقل فى مكوناتها عن مهنة الفنان والمبدع لأن الصحافة فن وإبداع فلابد للصحفى ان تكون لديه الموهبة اولا ثم تنميتها بالتدريب المستمر والعمل الميدانى
فعلى سبيل المثال ان اكبر الصحفيين فى مصر لم يكونوا خريجى كليات الإعلام او اقسامها الا انهم لديهم الإبداع والموهبه والفن بجانب ثقافتهم العاليه التى اشبعت موهبتهم وجعلتهم فى الصفوف الاولى من الصحفيين فى مصر بجانب ايضا تفاعلهم مع كافة الاحداث السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه التى مرت بالبلاد والعباد.
يا ساده السوق الصحفى اصبح مفتوحا على مصرعيه لكل من هب ودب خاصة المواقع الألكترونيه التى احزن كل الحزن فى قراءة خبر فيها فإنها تفتقد كافة ألوان الفنون الصحفيه وتضيع معالم هذا الفن المبدع وتسوق اليه اناس ليس لهم اى معنى أو لون أو رائحه وفى النهايه تضيع معالم الطريق منا وتفقد ثقة القارئ والمواطن وتفقد الصحافه معناها الحقيقى.