بقلم – فراس سالم:
مرت سنة، اكتمل نصاب الشوق، غرد الحنين… كقبرة لا يعوق صلاتها غصن اللقاء المكسور! هكذا هي الأحاسيس دوما، تتأرج ما بين السماء والأرض، وتبقى معلقة كهدية طائرة .
نهضت العزيمة الغافية تحت أهداب مظفر، لكأنها مذنب يحاول اختراق مجرة مستحيلة… قال في نفسه: هذه المرة لن أتمرد! وسأحاول أن أكسر وجبة عشائي، على أنفي! و أتصالح مع جميع أهلها، وجيرانها، وأقاربها… فالحب يحتاج إلى تضحية.
دفع بنفسه للوراء قليلا، لينتزع صدره الذي كاد، أن يصبح أحد ألواح طاولته الخشبية، فقد أمضى وقتا طويلا وهو يكتب للنيام… عن أرقه وما يفعله اللئام. نهض عن كرسيه و التفت إلى مرآته التي كاد غبار غربته أن يجعل منها، لوحة فسيفسائية مسروقة! ألقى إليها آخر نظرات كآبته… ثم فتح النافذة، التي نسيت نسائم الصبح طريقها عبرها! نظر إلى الشارع… صدمه المنظر، برغم كل هذا الكم الهائل، من إشارة المرور الظاهرة والمتربصة. قال و هو يحاول التملص من كمائن الشوق، و حبائل الحنين: يا إلهي لا زالت الشوراع تضج بالجثث المتحركة… إذا لتبقى مشانق كلماتي تتأرجح إلى حين.