أحمد سلام يكتب في وداع “حكيم الخارجية السورية “
بقلم أحمد سلام
وليد المعلم ..الدبلوماسي اذا قرأ التاريخ وفطن لفصوله التي غابت عن ذاكرة العرب في زمن ساءت فيه أحوال العرب وصار التذكير بما جري يوجع من قرأ ويؤلم من استوعب اذا صمت الآذان عن السمع ونال منها الصمم ولاتسل بعدها عن بصر أو بصيرة .
سوريا تفقد فجر الأحد 16 نوفمبر” وليد المعلم” وزير الخارجية القادم من زمن القومية المدافع عن ثوابت غابت متماسكا بحلم تواري منذ أن أعلن يوما عن وفاة العرب وللمفارقات فقد كانت قصيدة متي يعلنون وفاة العرب من نظم نزار قباني الشاعر السوري العربي وقد كان آخر من كتب عن الوجع مشخصا الداء والدواء وقد صدق .
رحل خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أحد أعمدة السياسة الخارجية السورية والحديث هنا عن فطنة الإنسان واجادته فهم مايدور في المشهد السياسي مستمدا الفهم من قراءة واعية جعلته صادقا اذا تكلم ليصدق عليه اللقب الذي حمله وهو المعلم.
نختلف مع السياسة السورية ولكن من المستحيل أن تبتعد سوريا عن الخاطر فهي حاضرة الشام وعاصمة أيام المجد حلم جمال عبد الناصر المستحيل في بعث فكرة القومية العربية.
رحل وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين نائب رئيس الوزراء السوري خبر تصدر نشرات الأخبار في الفضائيات ضمن أخبار كثيرة وقد مر مرور الكرام علي من ليسوا متابعين لتجربة ذلك الحكيم الذي شغل منصب وزير الخارجية السورية منذ عام 2006 في توقيت شهدت فيه المنطقة أحداثا اقترنت بمشاهد قاتمة لاتحتاج لسرد .
الرجل ترك بصمة جراء المهنية والفهم لكل المتغيرات الدولية ولم يكن من صناع القرار بحكم منصبه بل من المعاصرين لما جري من تدمير للوطن العربي وكانت أحاديثه قضية عن تناول الإعلام العربي ونادرا ماكان يمرر أي تصريح له لأن كلامه موجع والصدق يؤلم كثيرا.
في وداع دبلوماسي سوري أجاد قراءة الأرض مستمدا زخم السنين ظهيرا عند تناوله لأمور كثيرة وليد المعلم في رحاب الله .لاشماتة في الموت بمثل ماجري في صفحات المعارضين للسياسة السورية ونظام حكم الرئيس بشار الأسد.
في وداع حكيم الخارجية السورية ..مات إنسان ترك مايمكن أن نقوله بعده في زمن يندر فيه الحديث عن بصمة راحل في زمن الأماكن الشاغرة.