مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أحمد سلام يكتب في ذكري أحداث 18،،19 يناير1977

بقلم احمدمحمودسلام

 

لم يشفع له نصر أكتوبر 1973 أن يتقبل الشعب المصري تمرير قرارات زيادة أسعار بعض السلع وكانت غضبة يناير 1977 . الحدث الأخطر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

 

الحديث عما جري بمثابة قراءة في تاريخ ينشد التذكير به لأن رأس الدولة قد أساء إلى الثائرين ووصف الأمر بأنه إنتفاضة حرامية وكان رد الإعتبار من قضاء مصر من خلال حكم للتاريخ وصف ماجري في حيثياته بأنه إنتفاضة شرفاء.
تلك مقدمة للحديث عن أحداث 18 , 19 يناير سنة 1977 وقدكانت غضبة شعبية”عارمة” إحتجاجاً علي قرارات وزارية لرفع أسعار بعض السلع الضرورية بالنسبة للمواطن المصري لأجل تغطية العجز في الموازنة العامة .

 

كان رد فعل الجماهير غاضبا لتخرج ثائرة تحرق السيارات والمنشآت الحيوية يومها أطلق الرئيس السادات مقولته الشهيرة وقد وصف ماحدث من الجماهير “بأنها إنتفاضة الحرامية” . !
وقتها سافر الرئيس السادات لأسوان وكانت مصر تحت قبضة القوات المسلحة وكان وزير الحربية وقتها هو الفريق أول محمد عبد الغني الجمسي وقد هدد بضرب من يجترأ علي تخريب المنشآت العامة حيث تم إعلان حالة الطوارئ في البلاد وقد سيطر الجيش المصري علي القاهرة تماما.!

 

قد يهمك ايضاً:

في النهاية، نحن بشر

أنور ابو الخير يكتب : مدرسة جبر الخواطر

تم إعتقال الكثيرين وتقديمهم للمحاكمة بتهمة محاولة قلب نظام الحكم وكان المثير أن إنتفاضة الحرامية قد ترتب عليها تراجع الدولة عن قرارات مساء 16 يناير 1977 التي أعلنها الدكتور عبد المنعم القيسوني نائب رئيس الوزراء للمجموعة الإقتصادية والتي إستهدفت رفع الأسعار.
لاحقا ًأصدرت محكمة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار حكيم منير صليب حكمها التاريخي ببراءة من قدمهم الرئيس السادات للمحاكمة وعددهم 176 وقد ورد في حيثيات حكم البراءة :.

 

والذي لا شك فيه و تؤمن به هذه المحكمة ويطمئن إليه ضميرها ووجدانها, أن تلك الأحداث الجسام التي وقعت يومي 18 و19 يناير 1977 كان سببها المباشر والوحيد هو إصدار القرارات الاقتصادية برفع الأسعار, فهي متصلة بتلك القرارات اتصال المعلول بالعلة والنتيجة بالأسباب، ولا يمكن في مجال العقل والمنطق أن ترد تلك الأحداث إلي سبب آخر غير تلك القرارات, فلقد أصدرت علي حين غرة وعلي غير توقع من أحد، وفوجئ بها الناس جميعا بمن فيهم رجال الأمن، فكيف يمكن في حكم العقل أن يستطيع أحد أن يتنبأ بها ثم يضع خطة لاستغلالها ثم ينزل إلي الشارع للناس محرضا ومهيجا .

 

للتاريخ : كانت ” غضبة” يناير 1977 “مؤشرا لرد فعل المصريين إذا ما شعروا بالظلم وهو مالم يُقرأ جيدا في عهد الرئيس حسني مبارك حيث طال مقام الظلم والفساد والإستبداد علي نحو لم يحتمله الشعب المصري وقد فعلها المصريون ” مجددا” في يناير ” آخر” وهذه المرة عام 2011 وكانت الثورة لأجل الخبز والحرية والعدالة الإجتماعية..ولكن أخفقت للأسف لأن الثعالب هي من ظفرت بالوليمة ليستلزم الأمر الثورة من جديد .!

 

لم تزل مصر تنشد الحياة إنتظارا لمفارقة العثرات ومحو آثار الحقب السوداء التي أعادتها للوراء دون التقدم قيد أنملة للأمام وذاك يرجع دوما إلي صمم الحكام والتشبث بالسلطة ودوام الإستبداد وكتم أنفاس العباد .
أحاديث العوز وجع قومي .
أحاديث الغلاء أشد وطأة من توابع البلاء.

 

في ذكري أحداث 18 , 19 يناير سنة 1977. مصر علي باب الرجاء تكابد جراء الغلاء تنشد الستر فوق الأرض في زمن غابت عنه المعجزات.
للتاريخ :- لم تكن إنتفاضة” حرامية” بحسب وصف الرئيس السادات بل كانت” إنتفاضة” للشرفاء..
#أحمد_محمود_سلام

التعليقات مغلقة.