بقلم أحمد سلام
رحل بعد ظهر يوم الثلاثاء 21 إبريل سنة 2015 بعد صراع مع المرض في إحدي مستشفيات القوات المسلحة عن عمر يناهز ال76 شاعرا عملاقا جسد عبقرية الفطرة وقد كان لسان حال أديم الأرض المصرية وهو ماتجسد في أشعاره المعبرة عن أيام الوجع والأنكسار وفرحة النصر والإنتصار يوم أن كتب عدي النهار !
أكتب عن الشاعر العملاق عبد الرحمن الأبنودي في ذكراه الخامسة وفاءا لرجل عظيم أحب مصر وإقترب منها كثيرا حتي الرمق الأخير .
عاش ” الأبنودي “غريبا عن الأرض التي شهدت فجر البداية في جنوب مصر ولكنه ظل يكتب عن حكايات الماضي من خلال أشعاره عن الأم” فاطنة ” قنديل كما كان يناديها وعن جوابات”حراجي القط ” وقد سافر وجال كثيرا كي يجمع أشعار السيرة الهلالية التي خلدته مؤرخا لتاريخ لم يجد من يبحر لكي يري النور وقد كان بحق حكاءا عظيما !
رحل عبد الرحمن الأبنودي بعد صراع مع المرض وقد أضطر لترك ضخب المدينة إلي حيث الإقامة في إحدي قري الإسماعيلية ليبني بيتا محاطا بالزهور في الهواء النقي وهناك كتب روائعه الجميلة وقد ظل يكتب حتي النهاية
كانت إقامة الأبنودي في قرية بالإسماعيلية بأمر الأطباء صونا له من غوائل تلوث المدينة !
في أوراقي توثيق لأيامه الأخيرة وقد كان يشعر بدنو الأجل ليجاهر بوصيته الأليمة التي ظهرت عندما صعدت روحه إلي بارئها وقد قال حرفيا :
” اوعوا تنسونى.. ومتلفونيش بعلم مصر وادفنونى بعيد عن الإسماعيلية”.
مصر لم ولن تنساه وإن تألمت من غيابه لأنه الأجدر في الحديث عن آلامها الكثيرة من خلال عبقريته الفذة غير المسبوقة والتي تجلت في كتاباته الشعرية والنثرية وهي كثيرة ولاتخفي علي فطنة القاصي والداني وستظل رائعته عدي النهار موضع شجن لانها كانت أصدق ماكتب عن أيام الإنكسار بعد نكسة 5يونيو سنة 1967.
رحل ” الخال” عبد الرحمن الأبنودي وترك مقعده شاغرا لتفقد دولة الشعراء عملاقا نبيلا لم يتخلي يوما عن نداء وطنه ليكتب ويكتب ملاحم عشق ونضال وألم وكلها بمثابة تاريخ لوطن يبتغي دوما الإلتصاق بآلامه حتي يصل لبر الأمان . !
….. في ذكراه الخامسة… وصية الأبنودي تحققت وقد شُيع في جنازة شعبية وسار وراء نعشه البسطاء حتي ووري الثري في مشهد مهيب عبرت فيه مصر الشعبية عن” حُبها ” لشاعر عبقري لايُنسي وإن طال الزمان .
#احمد_محمود_سلام