بقلم احمدمحمودسلام
لأن من كتب رواية رد قلبي أحد ضباط الجيش القريبين من تنظيم الضباط الأحرار وهو الضابط الأديب يوسف السباعي لا يمكن أن تكون تلك الرواية من فراغ لأن قصة الحب التي نشأت بين الأميرة انجي سليلة عائلة محمد علي وابن الريس عبد الواحد الجنايني أقرب إلي الواقع الذي إنتهي إلي نهاية لأسرة محمد علي وصعود نجم الضابط علي ابن الريس عبد الواحد الجنايني بعد انضمامه لتنظيم الضباط الأحرار وقد كانت نهاية رد قلبي أن غادرت الأميرة انجي القصر مع حبيبها الضابط الذي وفد لقصر والدها لكونه عضوا في لجنة الحراسات التي شكلت لتسلم محتويات وقصور أفراد العائلة المالكة.
…انتهت الرواية عند هذا الحد واستحال أن يكون للحديث بقية .
هنا وفي ظل أن المشاهد جلية للمصريين جيلا فجيلا فقد صارت سيرة الريس عبد الواحد وأولاده ولاحقاً أحفاده مرئية حيث إنتهي الأمر بالضباط الأحرار إلي دخول معترك السياسة رؤساء ووزراء لتتغير التركيبة الإجتماعية التي شهدتها البدايات التي لعبت فيها الأقدار دوراً غير وجه الحياة بمصر إذ ترتب علي معاهدة 1936 إلتحاق المصريين بالكلية الحربية بمعايير سمحت لإبن الريس عبد الواحد الجنايني أن يكون ضابطا في الجيش المصري .
هنا يمكن توثيق ماجري من خلال مطالعة أسماء الدفعة الأولى من الكلية الحربية دفعة1938 لنجد أسماء جمال عبدالناصر وأنور السادات وباقي اغلب الصف الأول من تنظيم الضباط الأحرار الذي حكم رجاله مصر بعد ثورة يوليو1952.
لم يخجل جمال عبد الناصر ورفاقه من كونهم أبناء مصريين بسطاء عاشوا بشرف دون جاه أو سلطان .وكان لهم شرف الإنتساب لأسر مكافحة تحملت شظف العيش إلي أن نالوا حصاد الصبر أبناء في مواضع الصدارة .
بقيام ثورة يوليو وبعد روايةرد قلبي التي أبرزت كفاح الريس عبد الواحد الجنايني الذي أثمر عن ولدين التحق الأول بالكلية الحربية والثاني بكلية البوليس وفي ظل تساؤلات مشروعة عن شخصية” علي” الحقيقية
فإن اليقين أن الريس عبد الواحد صار رمزاً لزمن ومثالا لكل أب مصري بمعيار تلك الأيام التي لم تزل مصر مختلفة في قراءتها .
برحيل الريس عبد الواحد وأبناء الريس عبد الواحد ظهر الجيل الثالث وهم أحفاد الريس عبد الواحد في مشهد آخر يتصل بمجد الآباء المستمد من تجربة ثورة ضد الإقطاع وأعوانه تنتصر للفقراء وتضع حدا لسطوة رأس المال .
المحصلة معاودة ما قاله قارون يوم أن تحدث عن ثراءه بالقول اوتيته عن علم .!
هنا تحول أحفاد الريس عبد الواحد الي أثرياء منهم من امتلك طائرات خاصة والمشهد من تداعيات الأيام والسنين التي جعلت الأمر يسمح بمزيد من التوهج علي هامش السيرة .
ترتب علي هذا الاستعلاء أحياناً ولا أقول دائماً عند فتح أبواب وظائف بعينها وهنا كانت كارثة مصطلح غير لائق إجتماعيا أي أن الأب ليس من الكبار أو الوجهاء .
لاننسي قبل سنوات أقدام شاب مصري علي الانتحار بعد رفض قبوله في جهاز التمثيل التجاري وقتها كان السبب أنه غير لائق إجتماعياً في حين أن والده فلاح مصري ينتمي الي حزب، الريس عبد الواحد الذي خرج منه رؤساء للجمهورية وزراء .!
في الذكري ال72 لثورة23 يوليو 1952 المناسبة تثير الشجن وفي كل عام تستمر أحاديث أعداء وانصار تلك الثورة والتوافق مستحيل رغم أن هناك إيجابيات يمكن أن تكون من أسانيد التمسك بمكتسبات تلك الثورة ولا يمكن ابداً انكار السلبيات من منطلق أنها تصرفات بشر,
وتبقي ذكريات الوهج التي استبشرت فيها مصر خيراً من أبناء الريس عبد الواحد وقد حدث ماغير كثيرا في مصر ولكن لم يكتمل الحصاد والفائز أحفاد الريس عبد الواحد الذين قرأوا الأرض جيداً وولجوا طريق الجاه علي هامش صدي أيام أولاد الريس عبد الواحد وقد صاروا ملوكا وامراء في جمهورية قامت لأجل إنقاذ الفقراء من براثن الفقر والعوز
لأجل هذا كان لزاما الجهر بالحق في الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية وهو ما إستلزم ثورتين وفي يقيني دومأ أن الثورة اللاحقة بمثابة يقين بإخفاق ماقبلها .
الشعب المصري فطن فلايمكن أن يعيش علي ذكريات سرمدية بمعدة خاوية وفقر مدقع لأجل هذا أجهز نداء خبز وحرية وعدالة اجتماعية علي أي تمسك بالسراب .!
في تصوري شأن أي مصري فطن أن الجمهورية الجديدة بمثابة إعلان رسمي من الدولة المصرية أن فصول قصة الأمس قاتمة ومن حق الشعب المصري أن يعيش بلا كمد.
الثورة إن عادت بالنفع علي من قاموا بها دون من ينبغي أن يشعروا بوقعها من مسببات ثورة جديدة .
لأجل هذا ماتبقي من ثورة 23 يوليو بقايا ذكريات لازمت من عاشوا جيلأ فجيلا إلي أن تواروا مع تداول الأيام في عداد الشهداء .!
…فمن عاش محرومأ في الأرض سوف يجزي يوم العرض بقدر ماصبر .!
#احمد_محمود_سلام