بقلم احمدمحمودسلام
يوم أن لقي ربه قبل ست سنوات ذهلت أن نبأ رحيله قد خرج من الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تغريدة بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت حيث نعاه قائلا:-
إن العالم فقد واحدًا من أهم مطوري اللقاحات التي أنقذ بها حياة عدد لا يحصى من الأطفال.
….وقتها لم تكن تعلم مصر عنه شيئا .
…. بحثت عن سيرة هذا الرجل وكتبت عنه وفي ذات التوقيت تلقفت جديدة خاصة مصرية تغريدة بيل جيتس لتكتب عن رحيل عالم فذ لم ينل مايليق من تكريم في بلده
……..إنه العالم المصري الدكتور عادل محمود الذي توفي في 11 يونيو 2018 بالولايات المتحدة الأمريكية ولولا تغريدة بيل جيتس ماعرفنا عنه شيئا.
…. أما عن سيرته العلمية فقد كان لزامأ أن تكون في هذا المقال تخليداً لذكراه .
…..في 1963، تخرج مطور اللقاحات العالمي عادل محمود، في كلية الطب بجامعة القاهرة، وبعد 5 سنوات انتقل إلى بريطانيا لاستكمال دراساته العلمية، ومنها توجه إلى أمريكا في 1973، ليبدأ من هناك رحلته مع إنقاذ الأطفال وتطوير عالم الطب، الذي كان عجزه أمام مرض والده أحد دوافعها.
……عقب وصوله إلى الولايات المتحدة الأمريكية أصبح باحثًا في جامعة «كايس ويسترن ريزيرف» بكليفلاند في ولاية أوهايو، وبعد توليه رئاسة قسم الطب في 1987، بعام واحد عمل لصالح شركة «ميرك» كرئيس لقسم التطعيمات، وكانت تلك المحطة هي الأهم في حياته، لإشرافه على اختراع تطعيم فيروس الورم الحليمي المتسبب في العديد من وفيات الأطفال، وتطعيم مرض فيروس روتا الذي كان يسبب أنواع عدة من مرض السرطان، لكنه بعدها تقاعد عن العمل مع الشركة وتفرغ للتدريس الجامعي، وكان أهم مناصبه الجامعية هو أستاذ بكلية «ودرو ويلسون» لقسم البيولوجيا والأمراض المعدية بجامعة «برينستون» في 2006..
…..في 2013، ساهم العالم المصري في حل أزمة التطعيمات التي اجتاحت أمريكا حينذاك، بعد أن شهدت انتشارًا للإصابة بالتهاب السحايا بين طلبة جامعة «برينستون»، في ظل عدم وجود أية تطعيمات لهذا المرض هناك، مستخدمًا صلاته بالجامعات الأوروبية لجلب المصل والتطعيمات، بل تدخل أيضًا لدى رئيس الولايات المتحدة في ذاك الوقت، باراك أوباما، للحصول على تصاريح دخولها.
……كانت حياة منقذ الأطفال، حافلة بالمحطات المهمة التي أثرت في مستقبله وفي حياة العالم من حوله، خاصة بعد توليه رئاسة الجمعية الدولية للأمراض المعدية، والمبادرة الدولية لمكافحة الإيدز، ومشاركته في جهود عالمية لمواجهة فيروس إيبولا بعد انتشاره بغرب إفريقيا في 2014، ودعوته إلى تكاتف دولي من أجل تمويل واسع لإنتاج اللقاحات وتطويرها لحماية البشر بعيدًا عن الاستغلال المالي، وإنشاء صندوق دولي للأمصال والتطعيمات على مستوى العالم استعدادًا لانتشار أية أمراض بشكل مفاجئ.
…… أهدي تلك المعلومات إلي الدولة المصرية لأجل تخليد سيرة عالم مصري فذ .
…. يقيناً يستحق أن يكون ضمن المقررات الدراسية من خلال تناول يحمل عنوان هذا الرجل من مصر .
…. رجل غاب عن ذاكرة مصر يكفيه عمله الصالح .
… في ذكراه السادسة…من الوفاء أن نترحم عليه ولامجال للفخر لأن الرجل مات غريباً دون أن تنعيه مصر .
#أحمد__محمود_سلام
التعليقات مغلقة.