بقلم أحمد سلام
كلما يأتي يوم التاسع من سبتمبر من كل عام تلوح في الخاطر وقفة أحمد عرابي الشهيرة أمام الخديوي توفيق في ساحة قصر عابدين حاملا مطالب الشعب والجيش علي صهوة جواده متحدثا بلغة الواثق المتمكن المؤمن بما يتحدث في حوار هو الأشهر في التاريخ المصري لكونه قد كسر شوكة حاكم متعجرف ظن أن مصر طوع أمره .وذاك يبين من رده علي أحمد عرابي.
لقد قال الخديوي: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا’.إلا أن عرابي رد عليه قائلاً: – لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقار فوالله الذي لا إله الا هو لن نورث ولن نُستعبد بعد اليوم .
لقد صدق أحمد عرابي في قولته التي تعبر عن مكنون شعب مصر علي طول الدوام وقد حققت ثورة عرابي مبتغاها في مهدها وإمتثل الخديوي لما حمله عرابي من مطالب ولكن تدريجيا جوبهت الثورة من قوي الشر ليترتب عليها لاحقا محاكمة عرابي والحكم عليه بالإعدام ليخفف الحكم إلي النفي لجزيرة سيلان تزامنا مع الإحتلال البريطاني البغيض لمصر.
يسجل التاريخ لما حدث في 9 سبتمبر سنة 1881 بمداد من فخار لثورة قادها ضابط مصري في وجه نظام حكم جائر وكان من اليسير أن ينتهي المطاف بعرابي وزيرا”للجهادية” الحربية ليسير في فلك السلطة ولكنه أبي ليدخل التاريخ زعيما شعبياً ملهما لكل الأجيال إلي أن تحقق الإستقلال عن بريطانيا بعد سنوات عجاف تنطق بمرارة الإحتلال وما الثورات التي أعقبت الثورة العربية إلا ترجمة لنداء الوطن .
ترك أحمد عرابي أثرا لايُنسي وعلي خطاه يسير الشرفاء صونا لمصر من الأعداء , وتبقي الثورة العرابية من العلامات المضيئة في تاريخ مصر .
هي إذا عقيدة الجيش المصري العظيم منذ سالف السنين وإلي يوم الدين ودائما في الذكري التذكير بالبطولات وسجايا الرجال .
#احمد_محمود_سلام
التعليقات مغلقة.