بقلم احمدمحمودسلام
عبقرية محمد حسنين هيكل في التعبير تمثلت في “خريف الغضب” ذلك الكتاب الذي وثق ماجري في 5 سبتمبر1981 ليعدالأشهر في تاريخ مصر المعاصر وقد ظهر خارج مصر من خلال طبعة لبنانية بعد إغتيال الرئيس السادات في 6 أكتوبر1981 ليحدث عاصفة توازي نفس العاصفة التي خرج علي إثرها كتاب خريف الغضب.
… خريف سبتمبر 1981 مصر علي موعد مع مشهد غير مسبوق تمثل في قرار إعتقال لشخصيات سياسية وصحفية وأساتذة جامعات وبالمجمل شخوص وجد الرئيس السادات أنهم مبعث خطر من خلال رؤاهم وتوجهاتهم المعادية للدولة المصرية التي كانت تتأهب للمرحلة الأخيرة للإنسحاب الإسرائيلي من سيناء في 25 إبريل 1982.
….علي رأس القائمة محمد حسنين هيكل الصحفي الأشهر المغضوب عليه ساداتيا بعد أن تعاظم دوره ليصل لأن يكون ندا لرئيس الجمهورية من خلال موقعه علي رأس مؤسسة الأهرام رئيسا لمجلس الإدارة.رئيسا للتحرير وقد تفتق ذهن الرئيس السادات إلي إبعاده بالطريقة التي تألفها الدولة العميقة وهي الإبعاد من منصب كبير إلي منصب شرفي .
…رفض هيكل قرار إبعاده عن الأهرام أول فيراير1974 المقترن بقرار تعيينه مساعدا لرئيس الجمهورية يتم تخصيص مكتب له في قصر عابدين وأصر علي أن يظل جورنالجيا حتي النهاية..وهو ما أسفر عن مشهد أكثر إثارة تمثل في مقالات هيكل التي تنشر خارج مصر .!
… تضمنت قائمة الإعتقالات فؤاد باشا سراج الدين .عبد العظيم أبو العطا وزير الري الأسبق الذي توفي في المعتقل وكثيرين أعتبروا ضد توجه الدولة المصرية.!
… حيثيات حملة الإعتقالات ذكرها الرئيس السادات في خطابه أمام مجلس الشعب .
… تسببت حملة الإعتقالات في إحتقان وغليان مكتوم وقد كانت بمثابة عد تنازلي لمشهد قاتم تمثل في إغتيال الرئيس السادات في ساحة العرض العسكري بمدينة نصر في القاهرة يوم السادس من أكتوبر عام 1981.
…. حملة الإعتقالات الساداتية بالمبررات التي ساقها الرئيس السادات من خطايا عهده إذ غيب القانون وايقظ الفرعون الكامن في صدر كل حاكم يتخذ الإستبداد نهجاً.
….أفرج الرئيس مبارك عن المعتقلين الذين طالتهم إعتقالات 5 سبتمبر1981 بعد أيام من تشييع جنازة الرئيس السادات وإلتقاهم في القصر الجمهوري وذاك بمثابة إعتذار من الدولة المصرية عما جري .!
…. أعود إلى كتاب خريف الغضب الذي كتبه محمد حسنين هيكل بمداد من السم الزعاف علي نحو غير مسبوق من صحفي مصري .هنا حيثيات الغضب مشروعة لأن الكاتب هو رجل جمال عبدالناصر القوي الذي عاصر مراحل صعود الرئيس السادات من الظل إلي بؤرة الأضواء رئيسا للجمهورية عقب رحيل الرئيس جمال عبدالناصر فجأة في 28 سبتمبر 1981.
… نال هيكل جزاء سنمار عندما عضد الرئيس السادات في مواجهة من أطلق عليهم الرئيس السادات مراكز القوي وقد ظل في موقع الصحفي الأوحد إلي أن صار عبئا على الرئيس السادات الذي يريد صلاحيات رئيس الجمهورية دون أن يراجعه هيكل الذي كان يغرد في أحايين كثيرة في كتاباته في الأهرام ضد النظام .!
….ظهور كتاب خريف الغضب طبعة بيروت أحدث دويا كبيرا في مصر ترتب عليه حملة صحفية شنتها الصحف القومية المصرية ضده.
…المثير أن كتاب خريف الغضب قد تداول لاحقاً في مصر من خلال طبعة صدرت عن مركز الأهرام للترجمة والنشر ولم يقابل الأمر بغضب الصحافة فقد تطلب الأمر تمرير كتاب محمد حسنين هيكل الذي يسيء إلى عهد مضي..الأمر يندرج في إطار مات الملك ..عاش الملك.!
….خريف الغضب قراءة غابت عن التناول تفرض نفسها لأن وراء الغضب بواعث غضب مشروعة لدي محمد حسنين هيكل وأيضا لدي الرئيس السادات الذي تأثرت هيبته من قلم هيكل بعد إبعاده من الأهرام.
…. الرئيس السادات في رحاب الله شهيدا في السادس من أكتوبر عام 1981 يقينا له إيجابيات أهمها نصر أكتوبر أما إعتقالات سبتمبر 1981فهي علي رأس قائمة خطاياه .
…مقام رئيس الجمهورية لم يكن في خاطر محمد حسنين هيكل عند كتابة خريف الغضب الذي تناول جذور النشأة وفقر البدايات وأسهب في تناول شخصية الرئيس السادات من خلال تناول بمداد من السم الزعاف.
….محمد حسنين هيكل في رحاب الله 17 فبراير 2016 لم يؤمن بتداول الأيام ظل في بؤرة الأضواء حتي النهاية .يقينا كان عبقريا لكنه أخطأ يوم أن إستمر مع نائب الرئيس عبد الناصر الذي سار علي دربه بأستيكه حسب القول الشهير.
…41 عاما علي خريف الغضب في 5 سبتمبر 1981 .إستمر الخريف بعد رحيل الرئيس السادات إلي أن عاود الغضب من الشعب في 25 يناير2011 بعد صمت 30 عاما هي فترة حكم الرئيس مبارك.
…الخريف في الطبيعة ينتهي بتداول الأيام إلا عندما يستمر في حياة الشعوب .هنا الغضب مقدمة لبعث للحياة .!
#أحمد_محمود_سلام
التعليقات مغلقة.