بقلم أحمد سلام
ولد في تكريت بالعراق ودُفن في قلعة دمشق ثم نُقل جثمانه إلي ضريح بجوار الجامع الأموي في دمشق ومابين الميلاد والرحيل تاريخ ينبض بالحياة هوالناصر صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين في حطين.
في ذكري رحيله وقد رحل 4 مارس سنة 1193 م وجدتني أسترجع زمانه آملا أن يوجد يوماً من يقود جيش العرب نحو نصر مظفر مثلما فعل الناصر صلاح الدين في موقعة حطين يوم أن تم قهر الصليبيين ودائماً يصدق قول الشاعر في الليلة الظلماء يُفتقد البدر .
رحل صلاح الدين إذا وشغر موقعه قائدا عظيما قاد جيشه نحو الظفر في رسالة للعالم مفادها أن أرض العرب ليست طوع أمر الغاصبين طالما يوجد قائد مظفر إسمه صلاح الدين .
وتمضي السنون ويصعب حصر المواجع وقد إنقلب الحال من سيئ إلي أسوء ليعود من جديد من يستلب أرض فلسطين ليجدها طيعة ولما لا فقد رحل صلاح الدين,
.وهاهي أيام العرب لايفارقها السواد حزنا علي ضياع القدس وغياب من يقتدر علي حمل سيف صلاح الدين .
ذات زمان لامحالة سوف تتحقق النبؤة وتعود القدس حاضرة للعرب يُصلي في مسجدها الأقصي من سائر المسلمين وكم هو الصبر مرير لأن الواقع بحق أليم حيث وهن العرب وتفرقهم علي نحو ينطق بأنه لايمكن تصديق أن هؤلاء من نسل صلاح الدين الأيوبي .!
.وتستمر المواجع وقد وجدت من ذكري رحيل صلاح الدين مناسبة للتذكير بهذا القائد العظيم وبالتبعية التذكير بحتمية التوحد في وجه الطامعين صونا لأرض العرب التي صارت مرتعاً للطامعين في مشاهد أليمة تنطق بأن العرب في موات مقيم .!
-يجول في خاطري أصدق ماكُتب عن صلاح الدين حيث قصيدة نزار قباني الشهيرة التي يقول في مطلعها:-
زمانك بستان وعصرك أخضر….. وذكراك عصفور من القلب ينقر
دخلت علي تاريخنا ذات ليلة…….. فرائحة التاريخ مسك وعنبر
وكنت فكانت في الحقول سنابل …..وكانت عصافير وكان صنوبر
……………ويختتمها بأبيات تحمل مرارة لاتفارق حيث يقول:-
أيا فارسا أشكو إليه مواجعي ………ومثلي له عذر ومثلك يعذر
أنا شجر الأحزان أنزف دائما ….وفي الثلج والأنوار أعطي وأثمر
وأصرخ ياارض المروءات احبلي….. لعل صلاحا ثانيا سوف يظهر
ويستمر نداء نزار قباني وفي معيته كل العرب وقد كابدوا جيلا فجيلا بعد رحيل الناصر صلاح الدين.
.هي الأحزان التي لاتفارق وهي الأمنيات التي لاتنتهي لعله يظهر يوماً من يقتدر علي حمل سيف ” الناصر” صلاح الدين قاهر الصليبيين في حطين.!!
#احمد_محمود_سلام