بقلم احمدمحمودسلام
..الأديب إذا صدق خاطر لايفارق عند قراءة ماكتبه الأديب العملاق عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحية” الحسين ثائرا ..الحسين شهيدا” علي لسان شخوص العمل الرائع الممنوع من التداول بعد صدور المسرحية عقب هزيمة يونيو1967 وقد فشلت كل محاولات عرضها خلال فترة حكم الرئيس السادات ومن بعده الرئيس مبارك تحت إسم ثأر الله لأسباب تعددت منها رفض الأزهر الشريف واليقين أن الأسباب سياسية لجرأة التناول بشأن الحرية .
…. مسرحية” الحسين ثائراً…الحسين شهيدا “مؤلف رائع مس شغاف القلوب ليظل الحوار بين الوليد بن مروان والحسين بن علي عليه السلام خالداً في قلوب من وصلت إليهم المعاني التي تكشفت في حينه لتضحي الكلمات أيقونة كل حديث يمكن من خلاله وضع تعريف للكلمة.
…وهنا أجدني وفي ظل التقنيات الحديثة وأقصد الإنترنت أتمني من القراء الرجوع للحوار الأشهر في مسرحية” الحسين ثائرا شهيدا ” ليكون موضع بصر كل باحث عن الحكمة في زحام أيام طغي فيها القبح وإنحسرت فيها الأخلاق بالتزامن مع تغييب الكلمة جراء طغيان العبث.
… رائعة عبد الرحمن الشرقاوي تراث خالد وقد كانت المسرحيات الشعرية رسائل مغلفة من خلال طرح عميق في أغوار التاريخ قرين عبقرية كاتب يدرك أن فصول التاريخ تتشابه إذا ما أريد تغييب الحق وإعلاء الإفك وبقاء دولة الظلم التي هي ساعة مهما طالت فسوف تنتهي بحكم القدر لتبقي دولة العدل إلي يوم الساعة.
…”. الحسين ثائراً ..الحسين شهيدا ” قراءة لاتتوقف وهنا الطرح للقراء وعليهم الإصغاء للحوار الذي دار بين الوليد بن مروان والحسين عليه السلام.!
_ الوليد بن مروان: نحن لا نطلب إلا كلمة فلتقل : ” بايعت ” واذهب بسلام لجموع الفقراء فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقنا للدماء فلتقلها..
آه ما أيسرها.. إن هي إلا كلمة .
– الحسين : ( منتفضا )
كبرت كلمة ! وهل البيعة إلا كلمة ؟
ما دين المرء سوى كلمة .ما شرف الرجل سوى كلمة
ماشرف الله سوى كلمة.
– الوليد ابن مروان : ( بغلظة ) فقل الكلمة واذهب عنا
-الحسين :
…أتعرف ما معنى الكلمة…؟
مفتاح الجنة في كلمة .دخول النار على كلمة وقضاء الله هو الكلمة .
… الكلمة لو تعرف حرمة زاد مذخور.
…. الكلمة نور وبعض الكلمات قبور
…..بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري .
…الكلمة فرقان بين نبي وبغي.
…. بالكلمة تنكشف الغمة
……. الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة
…… عيسى ما كان سوى كلمة أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم . !
……. الكلمة زلزلت الظالم
……..الكلمة حصن الحرية
……إن الكلمة مسؤولية
……إن الرجل هو الكلمة
…….شرف الرجل هو الكلمة
…….شرف الله هو الكلمة
ابن الحكم : وإذن ؟!
الحسين : لا رد لدى لمن لا يعرف ما معنى شرف الكلمة
الوليد : قد بايع كل الناس يزيدا إلا أنت.. فبايعه
الحسين : ولو وضعوا بيدي الشمس.. !
…….إبن مروان : فلتقتله..
….اقتله بقول الله تعالى
..ابحث عن آية..أقتله بقول رسول الله فيمن خرج عن الإجماع .
الحسين : أتقتلني يا ابن الزرقاء بقولة جدي فيمن نافق ؟أتزيف في كلمات رسول الله أمامي يا أحمق
….. أتقتلني يا شر الخلق ؟
…..أتؤول في كلمات الله لتجعلها سوط عذاب تشرعه فوق امرئ صدق ؟”
….إنتهي الحوار
….سوف تبقي الكلمة نور .
…” الحسين ثائراً ..الحسين شهيدا “مسرحية للتاريخ حيل بينها وبين العرض المسرحي تحت عنوان “ثأر الله ” من إخراج كرم مطاوع قبل رفع الستار بأيام أوائل السبعينيات ولكن الأمر لايمنع من قراءة الحوار من خلال الكتاب وقد لخص كل شيء في تفسير معني الكلمة. قرين طرح يمرر توجيه نداء للدولة المصرية لإجازة العرض المسرحي ثأر الله وذاك يقينا سوف يعد إنتصارا للكلمة الصادقة بعدما ضيق عليها لأكثر من نصف قرن .
…….الكلمة في مسرحية” الحسين ثائراً …الحسبن شهيدا” …رسالة الكاتب إذا صدق .متعة القراءة في ظل إستحالة التناول الدرامي لأروع مؤلفات العملاق عبد الرحمن الشرقاوي .
….الويل إذا كل الويل لمن خانوا أمانة الكلمة
……وما أكثرهم .؟!
…ثأر الله دوما قريب .!
#أحمد_محمود_سلام