بقلم احمدمحمودسلام
الحكاء الأعظم .. الفيلسوف ..الكاتب ..المترجم .. الصحفي . مسميات تفرد بها الأستاذ أنيس منصور علي نحو يوثق روعة الحضور عند الحديث عنه في ذكراه ال11 من باب الإمتنان والتقدير قرين يقين بأن الله حباه بتلك المواهب التي كانت طوق نجاة من النهايات القاتمة في عالم الصحافة جراء تداول الأيام فلم يكن من فصيل الطامحين في الوصول إلي مقعد رئيس التحرير بل كان ممن يطلق عليهم أنهم إضافة لأي منصب يمكن أن يسند إليهم ولهذا ظل حتي النهاية يكتب ويثري الفكر من خلال مؤلفاته قرين إطلالة هي الأروع من خلال عموده اليومي مواقف في الصفحة الأخيرة لجريدة الأهرام.
رحل الأستاذ أنيس منصور في 21 اكتوبر2011 خلال غبار ماجري بعد تداعيات ثورة25 يناير2011 تاركاً مايجعل الحديث عنه مبعث سعادة لمن يكتب ولمن يقرأ فقد كان من أيقونات الفكر في تاريخ مصر المعاصر.
تلقفت الصحافة أنيس منصور منذ فجر تجربته ليترك العمل الجامعي معيدا بقسم الفلسفة بكلية الآداب وكانت أخبار اليوم نافذته في زمن إحتواء المواهب ليتألق في إصداراتها المختلفة مجلة الجيل .آخر ساعة . أخبار اليوم.
نال الفرصة مبكراً رئيسا لتحرير مجلة الجيل .. رئيسا لتحرير مجلة آخر ساعة.
أنيس منصور الرحالة تجربة رائعة أسفرت عن كتابه الشهير 200 يوم حول العالم .
أنيس منصور تلميذ الأستاذ عباس محمود العقاد. وفاء نادر عبر عنه كتابه في صالون العقاد كانت لنا أيام .
أنيس منصور مترجما للكتاب الأشهر الخالدون مائة واعظمهم محمد صلي الله عليه وسلم.
أنيس منصور الحكاء الأعظم تجربة الإقتراب من رئيس الجمهورية نادرا ما يصل إليها أحد بعد مرحلة الاستاذ هيكل طوال عهد الرئيس جمال عبدالناصر حدث مع الرئيس السادات بعد إقصاء هيكل من الأهرام والمشهد الصحفي عموما حيث عهد إليه الرئيس السادات بتأسيس مجلة أكتوبر بعد حرب أكتوبر المجيدة فضلا عن لقاء شبه يومي مع الرئيس السادات من خلال تمشية يتحدث فيها أنيس منصور مع الرئيس لينقل اليه زخم الأديب الصحفي الفيسلوف بل وصل الأمر ليكون مبعوثا ساداتيا إلي إسرائيل لنقل رسائل خاصة بحكم إجادته اللغة العبرية.
أنيس منصور روعة الحضور حتي النهاية من خلال العمود اليومي مواقف بجريدة الأهرام وقد كان من أسباب إقدام قارئ الأهرام علي قراءة الصحيفة من الصفحة الأخيرة لمتابعة كتاباته الشيقة وكان الأروع يوم الجمعة حيث خصص عمود الجمعة لكلمات قصيرة كانت بحق من بحار الحكمة للفيلسوف الأديب الصحفي.
الأستاذ أنيس منصور كاتباً لعمود في صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة من لندن . إطلالة يومية لكاتب موسوعي في الفكر والسياسة.
الأستاذ أنيس منصور في ذكراه الحادية عشر روعة الحضور التي وثقت عبقرية الفطرة التي إقترنت بدوام التوهج حتي بعد مماته من خلال مؤلفاته .
الأستاذ أنيس منصور .مادة ثرية لمواقع التواصل الإجتماعي من خلال كلماته التي عنوانها من بحار الحكمة ودائما تستوقفني وأحرص علي الإحتفاظ بها ومنها قوله:
لا تُرهق نفسك في هذه الدنيا، فلن تخرج منها حيا.
أنيس منصور ..عاش عمرا مديدا إلي أن أتي الأجل المحتوم ..تغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
لله الدوام والبقاء .
#أحمد_محمود_سلام
التعليقات مغلقة.