كتب – د.صبری زمزم:
حياته كانت أكبر وأصدق فيلم عاشه، فيلم مليء بالحب والإثارة باللذة والألم، بالرومانسية والأكشن، بالصراع والأمل، بالنجاح والفشل في الشرقية كانت “البداية” ، حيث ولد “النمر الأسود”، وما لبث أن مات أبوه وهو بعد صغير ، فنشأ مثل “سعد اليتيم ” فرعاه جده و تعهده ب” عيون لا تنام” حتى شب عن الطوق ورحل إلى القاهرة وتخرج في معهد الفنون المسرحية، وكانت “البداية” صعبة كمن يسير عكس الاتجاه ، لم يؤمل فيه المخرجون أكثر من أن يكون كومبارسا أسمر يقوم بدور “البيه البواب ” أو “سواق الهانم”، في أفلامهم، أو جرسون في حانة أو في سراي “البرنس” ولكنه كان يؤمن بقدراته واثقا من إمكاناته التي تجعله بين النجوم فى أعلى مكان، وكان الصراع بينه وبينه ” ولاد الايه” الذين يلعبون ب”البيضة والحجر ” وأرادوا أن يتصدوا لطموحه، ويغرقوا أحلامه غرق “العوامة ٧٠” بإسناد الأدوار الصغيرة له فرفض “الهروب” ولعب أدوار “الرجل الثالث” بتحد وإصرار “البطل” فجعل من كل دور مهما كان صغيرا بطولة في حد ذاته، فأعمل عبقرية وأتقن الأدوار بعد أن تعمقها وأداها بحس وذوق وفهم ، فحاز على إعجاب الجمهور “صانع النجوم” وتشجيع النقاد فأقلع عن “أرض الخوف ” و حلق فى طريق النجاح ك ” طائر على الطريق”و مع مرور الأيام ” سعت البطولة إليه لاهثة فأصيب أعداء النجاح ب” هستيريا” واتسعت شهرته وصار النجم الأول للسينما المصرية المحبوب من الجميع الكبار والصغار ، « هو وهي”، وتربع على عرشها تربع “الإمبراطور” على كرسى الامبراطورية، وأقبل الجمهور بحب وشغف على أفلامه كأنه مقبل على ” موعد على العشاء” الحافل بال “استاكوزا” و ” الكابوريا” يلتهمها بعقله وقلبه ووجدانه بلذة منقطعة النظير، وفي طريقه إلى العرش لم ينس قلبه الذي سار به في اط”درب الهوى” والحب “البريء” ولم ينسق يوما وراء “نزوة”، مدركا أن شعار ” امرأة واحدة لا تكفى” قد يؤدى بصاحبه إلى “التخشيبة”، ويجعل سمعة “البطل” أكثر تلوثا من “شادر السمك” عندما أحب ارتقي ” الحب فوق هضبة الهرم ” إلى مكانة سامية، وتزوج محبوبته «هالة فؤاد” ليجعلها ” زوجة رجل مهم” فى حفل بهيج وزفتهما ” الراقصة والطبال”، وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم ، ولكنه ما لبث أن ما تت زوجته ذات الوجه ” البريء” فظل يجتر آلامه وأحزانه على زوجته “المخطوفة” التي اختطفها الموت منه ساعتها أدرك أن “العمر لحظة” طالت أو قصرت … وتسلل إليه نفس
المرض اللعين الذي أصاب زوجته فظل يتألم فى صمت والمرض ينهش خلاياه و يفترس روحه، وفى “الليلة الموعودة” كتبت “الأقدار الدامية” كلمة النهاية فى هذا الفيلم المأسوى بحروف من دماء ودموع ليرحل عن عالمنا ليلحق ب”أبناء الصمت” الذين سبقوه لتصعد روحه إلى أعلى مكان “وراء الشمس”.