أحجبة الصبر.. ديوان جديد للشاعرة نوران فؤاد
أحجبة الصبر
بقلم/ عبد الرحمن هاشم
في ديوانها الجديد “أحجبة الصبر” انحازت الشاعرة الأديبة الدكتورة نوران فؤاد للفصحى تمامًا حينما أدركت أنها تحمل ما تريد، وبها تستطيع مخاطبة الناس أجمعين.
وفي هذا الديوان نجدها تعبّر عن أحاسيسها وهي الأحاسيس التي تحمل أفكارها فجاءت قصائد الديوان إضاءات شعرية وهي مختارة بعناية مما يرشح هذا الديوان لأن يكون له الأثر الفعال في تكوينها الشعري.
ونوران فؤاد إذ تحاور النَّص تحاور الواقع دون وصاية من أحد، آخذةً من كل المدارس الشعرية المختلفة الموجودة.
وما ذنبي أنا الآن؟
والنفسُ قُتِلَ فيها الطهرُ
وعبثَ بداخلها الشر
أبيعُ اليومَ جسدي
وبعتُ بالأمسِ نفسي
والمرأة هي محور شعر نوران فؤاد فهي موجودة في معظم قصائد الديوان بطرقٍ مختلفة؛ المرأة الرمز، والمرأة الواقعية، والمرأة الممكنة، والمرأة المستكنة في أمنياتنا.
وسمعتُ نداءً يتوارى خلف الشطآن
سيُغادر حبيبُكِ
فأجيدي صنع الأوثان
وقد آمنت نوران فؤاد برسالة الشّعر الإنسانية، التي من أهم أهدافها ومراميها تحويل المظاهر السلبية والمشاعر الجانحة نحو إقصاء المستضعفين عن ساحة الكرامة والحرية إلى تعاليم إيجابية سامية ترسخ مفاهيم العدالة على الأرض.
إنني أتساءل حبيبي
أهناك بلادٌ تُستعمر
وأخرى تأبى ألا تتحرر
وجوابك لي يضنيني
أهناك بلاد يطمسها الشر
وأخرى تسبح في الخير؟
وفي موضع آخر تقول:
إنسية خلقت من تراب الوطن
أحمل فوق عاتقي
هموم أهلي وبلدي
وعروبتي
وبقايا تاريخٍ وَهِن
والنَّفَس الرومانسي بارز في شعر نوران فؤاد مستفزًا كل حالات الألم، عبر تدفق أقرب للتراجيديا ولكنه أبعد عن البكائية.
في صحيفة العشق
كتبت أنني أحبك
أحبك هدوءًا وصخبا
أحبك قربا وبعدا
أحبك نوما وصحوا
أحبك قبُلًا وبُعدا
أحبك فرضًا
أحبك أبدًا
وهكذا انتهيت من قراءة ديوان “أحجبة الصبر” للدكتورة نوران فؤاد وكنت قبل الأخذ في قراءته تنتابني حالة من الوحشة وما أن وصلت إلى نهايته حتى زالت هذه الوحشة التي تعتريني كثيرا في هذه الأيام.