مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أحمد غزالة يكتب الإسلام وإنسانية الإنسان

8

بقلم أحمد غزاله 

قد يهمك ايضاً:

أوقفوا التنمر على خلق الله

المرأة والمسئولية وضغط العمل

أصدقائي القراء ، أتناول معكم في هذا المقال قضية الإنسانية ونظرة الإسلام لها ، وحقيقةً قررت أن أتناولها بالكتابة ؛ لما لمسته داخل المجتمع من غياب للإنسانية في معظم المواقف الحياتية في تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان ، وببحثي حول هذه القضية من المنظورالإسلامي وجدت أن الإسلام قد أولى الجانب الإنساني اهتماماً كبيراً ، وبداية من فرائض الإسلام التي يتعبد بها الناس لله عز وجل ، فنجد أن فريضة كاملة تتعلق بالمفهوم الإنساني بشكل كامل ، وهي فريضة الزكاة والتي لو نظرنا إليها بنظرة اقتصادية واجتماعية فنجد أنها تمثل تحويلات مالية من الأغنياء للفقراء تستهدف مساعدة غير القادرين في إشباع حاجاتهم الإنسانية ، فنجد أن الله عز وجل قد جعل من إحساس الإنسان بأخيه الإنسان عبادة يتعبد بها الناس إلى الله ، وبالنظر إلى باقي فرائض الإسلام من صلاة وصيام وحج فنجد أيضاً أنها لا تخلو من جانب إنساني ، فنجد أن الصلاة يتجمع فيها المسلمون في بيوت الله فيتعارفون ويتوادون ويتراحمون ففضلاً عن كونها عبادة لله عز وجل إلا أنها تدعم لنا مفهوم الإنسانية ، ونجد في الصيام مجاهدة للنفس يستشعر معها الغني لما قد يعانيه الفقير فيزداد إحساس الإنسان بأخيه الإنسان ، وكذلك موسم الحج والذي لا يخلو أيضاً من جانبه الإنساني في اجتماع المسلمون من شتى بقاع الأرض في مكان واحد على قلب رجل واحد ، وبالبحث عن قيمة الإنسانية في القرآن الكريم والسنة النبوية ، فوجدت أن القرآن قد ذكر كلمة الإنسان بشكل صريح حوالي ثلاثة وستون مرة ، فضلاً عن تناول مفهوم الكلمة بشكل غير مباشر مئات المرات ، ولا يمكن لكلام الله عز وجل عندما يكرر لنا كلمة بهذا العدد إلا وهي تؤكد لنا على أمر هام ، وهو أهمية قيمة الإنسان عند الله عز وجل ، بل وهي دعوة صريحة للناس جميعاً أن يدركوا قيمة الإنسانية سواء في تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان أو مع غيره من المخلوقات الأخرى ، وبالنظر إلى أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم نجد أن معظمها يوجه لنا دعوة صريحة نحو إحياء مفهوم الإنسانية في تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان بل في تعامله مع الحيوان والجماد ، وبالنظر إلى الفقه الإسلامي نجد أن أحكام العبادات تمثل حوالي ثلث الأحكام الفقهية بينما باقي الأحكام الفقهية والتي تمثل غالبية الفقه الإسلامي تتعلق بالمعاملات والأخلاق والتي تضع لنا القواعد المنظمة لتعامل الإنسان مع الإنسان سواء في التعاملات المادية أو الإنسانية أو الأحوال الشخصية من زواج وطلاق ، وكذلك أحكام المواريث وما تحمله لنا من مراعاة للقيم الإنسانية ، وهذا يؤكد لنا أن شريعة الإسلام هي شر يعة الإنسانية وتدعونا إلى إحياء مفهوم الإنسانية وتؤكد على قيمتها ، وإن قدر الله لنا البقاء واللقاء سنتناول في مقالات قادمة صور وأشكال الإنسانية في تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان بل مع الحيوان والجماد .

التعليقات مغلقة.