أثار بابل وغياب المنظومة السياحية
بقلم الكاتب – اسعد عبدالله عبد علي :
على مدار ثلاث أيام بحثنا أنا وأصدقائي, عن أي عرض ممكن تقدمه شركة سياحية بغدادية, بشأن قيامها برحلات لزيارة أثار بابل, لكن فشلت كل محاولاتنا! فالسياحة التاريخية في العراق ميتة تماما, بسبب غياب الوعي والفكر الاقتصادي الذي يمكن ان يدر اموال كبيرة جدا للبلد, فقط لو يتجه الاهتمام بالجانب السياحي, والعراق ممتلئ بالأماكن السياحية المهملة.
لا اعلم لماذا يصيب عقل الحاكم فايروس البلادة عندما يحكمون! فيتحولون الى كائنات غير واعية لا تفهم اين المصلحة؟
الافكار سهلة وممكنة جدا للانطلاق بأثار بابل مثلا نحو العالمية, لتصبح قبلة لسواح العالم, لكن الحاجة للقرار السياسي ولدخول المستثمرين امر في غاية الاهمية, مع تحصين بابل عن نفوذ الاحزاب, لكي يكون الايرادات للعراق وحدة وليس لبالوعات الاحزاب العفنة, هذه الامور ان توفرت فعندها يمكن ان يتحقق المطلب, ويغير واقع البلد السيء في كل الاتجاهات.
- تجهيز خطوط نقل الى اثار بابل
من المهم ان يكون هناك باصات بتوقيتات معلومة, يتوجه لأثار بابل ويعود, كي يشجع الناس على الذهاب, فتوفر وسيلة النقل امر اساسي, هذا الامر مفقود الان وهو يرجع الى الحكومة حيث يمكنها تسهيل هذا المطلب وتوفير خطوط نقل حتى لو اسبوعية اي تتواجد في ايام الجمع والعطل, وهذا سينعكس ايجابا على المجتمع وعلى المكان التاريخية حيث سينتج حالة من التواصل المطلوبة, فالخطوة الاولى عبر توفير خطوط نقل وهي سهلة جدا على الحكومة ويمكن انطلاقتها من هذه الجمعة.
- الاتفاق مع فنادق لاستضافة الزائرين
من اهم دعائم نجاح السياحة هو توفر فنادق راقية بخدمة ممتازة, حيث تمثل جزء مهم لكل زائر, فالسائح يحتاج للراحة بعد تعب السفر والتنقل, وقد يفكر بالمبيت, وهذا يعني تشغيل الاسواق ايضا لان السائح سيشتري من اسواق بابل كذكرى, فالنشاط السياحي ينعكس على الاسواق والخدمات بالايجاب, انها فكرة ممكنة التحقق بقليل من الاهتمام من قبل مجلس محافظة بابل او من قبل رئيس الوزراء,
- الحاجة الى اعلام محترف
كل عمل كي ينجح يحتاج لمنظومة اعلامية تقدم العمل للعالم وتدفعهم للتفاعل معه ايجابا, وهذا ما نفقده في العراق (غياب الاعلام المحترف) الذي يسوق الفكرة ويخاطب الاخر ويقنعه بتجريب ما نعرض, فالأعلام يمكن ان يجذب العالم من اقصى البقاع نحو ارض بابل, حيث تصل الفكرة الجاذبة لعقل الانسان الغربي الساعي للاطلاع على اول الحضارات الانسانية, عندها يحقق البلد نجاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة.
فقط نحتاج لإرادة سياسية تجعل امر الاعلام متيسر وسهل التحقق, مع زيادة وعي الامة بأهمية الانطلاق وترك الانغلاق والانتكاس الفكر العبودي.
- فتح باب الاستثمار
لو يفتح باب الاستثمار للشركات السياحية العملاقة لأمكنها ان تغير شكل مدينة بابل والعراق, ان العالم الغربي اليوم لا يعرف ان اول الحضارات في العراق, فهو يعرف ان اول الحضارات تدعى (Mesopotamia ) ففي كتب التاريخ عند الغرب تسمى هذه الارض ب (ميسوپوتاميا) وتعني بلاد ما بين النهرين, فيحصل عندهم خلط فالعراق بلد وما بين النهرين بلد اخر!
لذلك يأتي الاستثمار السياحي لتوضيح هذه الفكرة وجذب وفود السواح نحو الارض الاولى للحضارة, هذا امر مهم لكل شعوب العالم المتحضر, بل يمكن تنظيم سفرات منتظمة للجامعات العالمية والباحثين والدراسين في شأن التاريخ, وهذا الامر انعكاسات كلها ايجابية على العراق.
- اخيراً:
ننتظر خطوات عراقية حقيقية اولا لصالح المجتمع العراقي الباحث عن المعرفة ووسائل الترفيه, وثانيا الانطلاق نحو العالمية فيس قضية السياحة للحصول على ايرادات ضخمة جدا تعادل ايرادات النفط, بالاضافة الى التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المصاحبة لهكذا انفتاح.
التعليقات مغلقة.