كتبت – سمية امين:
في وقت يُفترض فيه أن تكون أتوبيسات هيئة النقل العام وسيلة نقل آمنة ومريحة للمواطنين، يشكو كثير من الركاب يوميًا من بطء حركتها واهتزازها الشديد أثناء السير، ما يجعل رحلتهم أشبه بمغامرة غير محسوبة العواقب.
البطء الشديد الذي تتحرك به بعض الأتوبيسات لا يقتصر على أوقات الذروة فقط، بل أصبح سمة يومية، مما يتسبب في تأخيرات متكررة للطلاب والعاملين، ويخلق ازدحامًا في المحطات، وسط غياب حلول واضحة من الهيئة.
أما الترجح المستمر أو ما يسميه الركاب “المرجحة”، فهو نتيجة طبيعية لتهالك بعض الحافلات وسوء صيانتها. حيث يقول أحد الركاب: “الأتوبيس كأنه مركب في بحر، كل شوية يهزنا يمين وشمال، ومحدش في الهيئة حاسس باللي بنعانيه”.
ويضيف آخر من كبار السن : “مش بس بنوصل متأخر، إحنا كمان بننزل من الأتوبيس متعبين من كتر الاهتزاز والبطء، والسواق سايق على مهل كأنه في نزهة”.
مراقبون يرون أن المشكلة مركبة، تبدأ من ضعف الصيانة وانتهاء العمر الافتراضي للعديد من الحافلات، مرورًا بعدم التزام السائقين بالمواعيد أو السرعة المناسبة، وانتهاءً بغياب آليات الرقابة والتطوير.
في الوقت الذي تتحدث فيه الدول عن النقل الذكي والمستدام، لا تزال أتوبيسات هيئة النقل العام “تترنح” في شوارع المدينة، في مشهد يُشعر الركاب بأنهم في اختبار يومي للصبر والتحمّل