آفاق ودلالات اختيار سلطنة عُمان كوجهة سياحية عالمية
كتب – سمير شهاب:
لم يكن إدراج سلطنة عُمان من قبل مجموعة (جي آدفينتشرز) كوجهة سياحية عالمية لعام 2018 مفاجئاً للمتخصصين في الشأن السياحي، بقدر ما هو إضافة نوعية للمنجزات العُمانية في مسيرة شغلها لموقعها الطبيعي ضمن الخارطة العالمية لمواقع الجذب السياحي.
ولعل تأكيد صحيفة إنديبيندنت ميديا الصادرة في جنوب إفريقيا على أن مجموعة رحلات جي آدفينتشرز للعام المقبل ستضم أربع وثلاثين وجهة سفر جديدة في مقدمتها سلطنة عُمان وأن المجموعة ستقوم بتنظيم رحلات إليها لأول مرة في العام المقبل، تحمل الكثير من الأفاق والدلالات للشأن العُماني من حيث الاستمرارية والاستدامة.
أول هذه الأفاق هو استمرارية تفعيل الاستراتيجية السياحية العُمانية، وتكثيف عوامل الدفع والتحفيز بعُمان، خصوصا وأن السلطنة اتخذت في الفترات الأخيرة حزمة من الإجراءات المحفزة والجاذبة للسياح سواء في أفواج منظمة أو أفراد .
ومن أحدث تلك الإجراءات التحفيزية التي تستهدف الدفع بقطاع السياحة بعمان إلى الأمام القرار الصادر عن الجهات المختصة بشرطة عمان السلطانية مؤخراً والخاص بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون إقامة الأجانب.
فضلاً عن أن تأشيرة الزيارة السياحية للسلطنة لمدة عام، تحمل الكثير من المردودات الإيجابية لصالح قطاع السياحة بعمان، كونها تتيح لحاملها القادم بهدف السياحة دخول البلاد بشكل متعدد خلال العام على أن لا تزيد مدة إقامته في كل مرة عن شهر، فإن هكذا تعدد في الدخول والخروج سيعود على قطاع الطيران بالمزيد من الإيرادات ، وعلى قطاع الفنادق بالإشغال المتكرر، فضلا عن تزيد من تسهيل الإجراءات في حركة السفر والسياحة واستخراج التأشيرات للسياح.
كما أن خطوة إدراج سلطنة عُمان في قائمة الدول التي ستنظم لها مجموعة آدفينتشرز رحلاتها السياحية، ستجد الاستمرارية على المدى البعيد وليس في العام 2018 فحسب ، كون ان المرافق السياحية المنتشرة بالسلطنة وخصوصا الأثرية منها ليست جامدة في بيئاتها المحيطة بها، بل إن محيطها يشهد بشكل دائم التطوير وإضافة كل ما يمكن أن يساعد على توفير المزيد من الخدمات التي تواكب متطلبات واحتياجات السياح دون المساس بالموروث التاريخي للموقع الأثري ،فضلا عن ما تشهده بعض المواقع الأثرية من عمليات استكشاف مستمرة لكشف المزيد من المكنونات الأثرية لتلك المواقع كموقع حصن سلوت الأثري ، وقلهات الأثري ، وجبل المضمار بولاية أدم وغيرها من المواقع الأثرية.
أما ثاني الافاق هو الاستدامة، بمعنى أن تفعيل خطوة إدراج سلطنة عُمان في قائمة الدول التي ستنظم لها مجموعة آدفينتشررز رحلات سياحية لها، ستعود بالفائدة على سلطنة عُمان، حيث تحرص السلطنة دائما على التأكيد على الاستدامة البيئية والحفاظ على حقوق الأجيال المقبلة في كل خطوة من خطوات عملياتها التنموية في مختلف القطاعات ، حيث يستبشر القطاع السياحي في هذا السياق بالجديد المقبل من المحميات الطبيعية التي تنوي الجهات البيئية المختصة طرحها قريبا للاستثمار.