مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ندوة اتحاد الكتاب : التقويم المصرى القديم الأنسب لطبيعة البيئة المصرية والعودة إليه أفضل 

كتب – بسيوني الجمل :

أكدت ندوة لجنة الحضارة المصرية القديمة باتحاد كتاب مصر أن التقويم المصرى القديم أنسب التقاويم لطبيعة البيئة المصرية وكان معمولا به في الدوائر الحكومية حتى نهاية عهد الخديوى إسماعيل ، والعودة إليه يسهم في دعم هويتنا المصرية ويؤكد الريادة المصرية والتفرد الحضارى للمصريين فهم أول من ابتدعوا حساب السنة وقسموها إلى اثنى عشر قسما. 

 

أوضحت الندوة أن المصريون القدماء سبقوا شعوب العالم في إقامة الأعياد العامة والمواكب العظيمة ، والشعب المصـري علي مدار تاريخه شعب محب للبهجة والفرحة والمرح والسعادة ، فلا يوجد شعب علي وجه الأرض قام باختراع أعياد مثل المصري القديم.

 

الندوة برعاية المفكر الدكتور علاء عبدالهادى رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب ، ونظمتها لجنة الحضارة المصرية القديمة بعنوان «الأعياد في مصر القديمة».

 

في البداية طلب الكاتب والأديب عبدالله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر من كل مؤسسات الدولة بضرورة العودة للتقويم المصرى القديم لأنه أنسب التقاويم لطبيعة البيئة المصرية فقد تعامل الفلاح المصرى حتى الٱن مع هذا التقويم في زراعاته ومحاصيله وحصاده ومعاملاته ومواثيقه وأعياده وظل هذا التقويم معمولا به في دوائر الحكومية حتى نهاية عهد الخديوى إسماعيل واستبدل بالتقويم الميلادى «الجريجورى» من ١١ من سبتمبر عام ١٨٧٥ م.

 

كما أنه يؤكد الريادة المصرية والتفرد الحضارى للمصريين الذين أنشأوا هذا التقويم عام ٤٢٤١ قبل الميلاد فهو أقدم تقاويم العالم ، فمن خلال متابعتهم وعلمهم للأفلاك والنجوم انعكس على كثير من مظاهر حضارتهم ومتابعتهم للفيضان والشمس التى قدسوها والأيام بخصائصها وملامكها الطقسية.

 

أكد أن العودة للعمل بالتقويم المصرى القديم في دواوين الحكومة يسهم في دعم هويتنا المصرية وبعث ذاتنا الحضارية من جديد ، وطالب بدعم ومساندة كل الوطنيين المخلصين لهذا المطلب. 

 

أوضح الكاتب والأديب عبدالله مهدى أن الشعب المصري أكثر تقوى من سائر البشر ويهتم بالشعائر المقدسة .. فقد سبق المصريون شعوب العالم في إقامة الأعياد العامة والمواكب العظيمة ، فلم تكن حياتهم قاصرة على الشعائر الدينية فقط ، لكن حرصوا في أكثر من مناسبة على تأكيد مفهوم البهجة في نصوصهم الأدبية مثل «اقض يوما سعيدا ، وضع البخور والزيت الفاخر معا من أجل أنفك ، وضع أكاليل اللوتس والزهور على صدرك ، بينما زوجتك الرقيقة في قلبك جالسة إلى جوارك …». 

 

قد يهمك ايضاً:

تحت شعار ما يطلبه المستمعون .. أحمد سعد والعسيلى في Cairo…

مهرجان المسرح المصري يعلن أعضاء لجنة تحكيم مسابقةالنص…

أعطي رئيس اللجنة الكلمة لباحث المصريات مجدى شاكر الذي أوضح أن المصريون القدماء أول شعوب العالم احتفالا بالأعياد وكان لهم كثيرا من الأعياد ، مثل عيد دينى وسياسى وزراعى ورأس السنة وشم النسيم والحصاد.

 

أضاف أن الاحتفال بالعيد بجانب المظهر الدينى كان له مظهر مثلنا فكان يبدأ بذبح الذبائح وتقديم بعضها قرابين للآلهه والبعض يوزع على الكهنة والفقراء وكانوا يخرجون بالملابس الجديدة للنيل والخلاء يحملون سعف النخيل لأنه يعبر عن تجدد الحياة ويصنعون منه ضفائر للزينة ويلعقونه على أبواب بيوتهم ويوزعون البلح والكحك على أرواح موتاهم ، ومازال شركاء الوطن المسيحيين يحملون ضفائر من سعف النخيل فى أعيادهم ولهم مذاق خاص طوال تاريخهم حتى الآن حضاريا ولغويا وحتى دينيا.

 

أوضح الكاتب عبدالله مهدى تحليلا علميا لعالم المصريات الدكتور أحمد عيسى أستاذ الٱثار المصرية القديمة عن عيد شم النسيم بأن هذا الاحتفال مسيحي الطابع ومكمل لمناسبة عيد القيامة على اعتبار أن ليس له موعد محدد وثابت مثله مثل الأعياد المصرية القديمة التي لا يزال يحتفل بها حتى الآن ، كـعيد وفاء النيل.

 

قالت الباحثة ريم جمال نائب رئيس فريق أحفاد الحضارة المصرية أن الإرث من مصـر القديمة عظيم وكبير ولا يوجد موضوع نقرر النقاش به إلا وكان لمصـر القديمة الأصل فيه ، والواقع أن الشعب المصـري علي مدار تاريخه شعب محب للبهجة والفرحة وكأنه دستور لديهم ، فلا يوجد شعب علي وجه الأرض قام باختراع أعياد مثل المصري القديم

فقد تخطت أعيادهم الـمائة عيد ، احتفلوا بالميلاد والزواج والفلاح والعامل والمدن والحصاد والفيضان والثورات ، حتي الموت احتفلوا به. 

 

أضافت أن مصر القديمة أبدعت في الأعياد والاحتفالات وقدست الحياة قبل الموت ، وقدست الموت لأنه كان البوابة للعبور للعالم الآخر حيث الحياة .. الحياة الأبدية التي لا فناء بعدها.

 

حرص الكاتب عبدالله مهدى أن يوضح مقولة العلامة أبو العباس القلقشندى في كتابه الموسوعي «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» أن بعض الجوالين الرحالة قالوا في الٱفاق : طفت أكثر المعمور من الأرض فلم أر مثل ما بمصر من ماء طوبة ولبن أمشير وخروب برمهات وورد برمودة ونبق بشنس وتين بؤونة وعسل أبيب وعنب مسرى ورطب توت ورمان بابه وموز هاتور وسمك كيهك. 

 

أشار الدكتور محمود حامد الحصرى مدرس الٱثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادى الجديد أن السنة المصرية احتوت على العديد من الأعياد وأيام العطلات منها ارتبط بتقويم السنة «أول السنة ونصف الشهر وبداية الفصول» ومنها ما ارتبط بالزراعة والبذر والحصاد والفيضان ، ومنها ما ارتبط بالملك وتتويجه والعيد الثلاثينى ، ومنها ما ارتبط بالحياة الجنائزية.

 

قال أن أعياد الموتى كانت ترتبط بزيارة أسر الموتى إلى المقابر لتقديم الطعام لهم ، وكان منتشر في مصر كلها ، وكانت الأعياد ذات أهمية كبرى في مصر القديمة ، حيث خصص المصرى لها أياما ، فكانت الأعياد رسمية ودينية وزراعية وجنائزية.

 

في نهاية الندوة قدم الكاتب عبدالله مهدى شهادات التقدير والشكر للباحثين مع الوعد بتكرار تلك الندوات في الموسم الثقافي الجديد للجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر.

التعليقات مغلقة.