مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد حسن حمادة يكتب:جيل التيك توك الذي يعرف ميسي وكريستيانو ومحمد صلاح أكثر من صلاح الدين!.

“إللي بيضرب العراق بكره حايضرب في بولاق” كان هذا هو هتافنا الشهير ضد الأمريكان عندما دخلوا العراق كانت المظاهرات حاشدة في جامعة الأزهر، كان المشهد مهيبا أمام حرم كلية اللغة العربية، كانت هناك تغطية إعلامية لبعض القنوات الفضائية العربية، شاهدت أحد مراسلي هذه القنوات يلقن بعض الشباب المختار للتسجيل معه مايقولون بمعنى آخر كان يقوم بعملية إثارة وبتسخين الأجواء بشكل افتعالي رغم أن الحدث جلل ولا يحتاج! 

لا أدري نفرت من هذا المراسل وابتعدت عن محيط قناته، وقبلها شاركت بعدة مظاهرات مناصرة للقضية الفلسطينية فمنذ أن التحقت بجامعة الأزهر كانت الأجواء ملتهبة والمظاهرات على أشدها عقب حادث استشهاد الطفل محمد الدرة وبالمناسبة ودع جمال الدرة، والد الطفل الراحل محمد الدرة، شقيقيه، نائل وإياد، في أحداث غزة الأخيرة، رحم الله الشهداء وألهم ذويهم الصبر والسلوان، وعندما دخلنا قسم التاريخ أدركنا حجم المأساة، كان أساتذتنا يلقنوننا بأننا سفراء القضية وبأننا أمل هذه الأمة ولكننا لم نفعل شيئا! هذا هو جيلنا رضع وفطم وتربى في الأزهر الشريف على القضية الفلسطينية وهضم القضايا العربية الكبرى وصارت جزءا من تكوينه ومن ثقافته ومازال الأزهر الشريف يؤدي دوره نحو قضايا الأمة وخاصة القضية الفلسطينية لذلك لم أندهش عندما قصفت إسرائيل فرع جامعة الأزهر الشريف في غزة للمرة الثانية منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر الجاري، ردا على موقف الأزهر التاريخي وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب.

 

قد يهمك ايضاً:

منصة إلكترونية لمكافحة الاحتيال والنصب على السياح في المغرب…

الغدر الذي يدمر أسرة

لكن المفاجأة الكبرى بالنسبة لي الجيل الحالي كانت فكرتي عنه أنه مغيب جيل فاشل وشباب بائس يائس، منطو، متقوقع على نفسه ومنفصل عن الواقع، لايبالي بشيء، ليس له هدف “جيل التيك توك والكواي والإنستحرام وتويتر والفيس بوك واليوتيوب، جيل نتفليكس، وجيل الأندومي وأغاني المهرجانات، جيل التريند والتاتو، جيل يعرف ميسي وكريستيانو رونالدو ومحمد صلاح أكثر من صلاح الدين الأيوبي! باختصار جيل “دماغه فاضية، ياعم همً دول إللي حايحرروا الأقصى عليه العوض ومنه العوض”. إلا من رحم ربي، لكن أحداث غزة الأخيرة غيرت قناعاتي عن هذا الجيل فلم أتخيل هذا الوعي ولم أتوقع هذا التفاعل وخروج الشباب العربي عن بكرة أبيه في مظاهرات حاشدة في كل شبر من الوطن العربي تأييدا للقضية الفلسطينية كما أزعم أن هؤلاء الشباب كانوا هم نقطة التحول للقضية فقد كان لهم الدور الأبرز في توصيل الحقيقة للغرب بالفيديوهات التي كانوا (يشيرونها) أو يترجمونها وبعضهم الذي يجيد اللغات يخاطب الغرب بلغته فاستغلوا التكنولوجيا لصالح القضية الفلسطينية أفضل استغلال وصنعوا أرشيف إليكتروني هائل يوثق جرائم المحتل الصهيوني فشاهدنا انتفاضة جيل التيك توك ضد الكيان الصهيوني الغاصب فأصبحنا نشاهد على التيك توك مالا نراه على الشاشات فأفقدوا السي إن إن بريقها والصحف الأمريكية مصداقيتها وانهار الحلم الأميركي واهتزت صورة الغرب في عيون الشباب العربي بعدما وجد الانحياز السافر والسافل لإسرائيل، وتراجع عن فكرة الهجرة بحثا عن الحرية والإنسانية والعدالة والقانون فقد سقطت هذه المزاعم على شواطئ غزة.

وأخيرا أقر وأعترف: كما ترسخ في أذهان جيلنا صورة استشهاد الطفل محمد الدرة ترسخ في أذهان هذا الجيل صور مستشفى المعمداني وعملية طوفان الأقصى وصورة إسرائيل البشعة والغرب الأعمى الذي يؤيد جرائمها لنجلس جميعا على مائدة فلسطين ونتمترس في خندق واحد تطل نوافذه على باحة الأقصى”. وكما يقولون “جيل بيسلم جيل”. فلن تسقط الراية أبدا إن شاء الله، لذلك أنا مدين باعتذار لهذا الجيل كما أعلن فخري واعتزازي بهؤلاء الشباب فهم أكبر وأهم مكاسب طوفان الأقصى، وهم جنود الصف الأمامي لهذه المعركة وأثبتوا أنهم بالفعل أمل الأمة ومعدنها النفيس وماردها المخيف الذي استيقظ من قمقمه فغير كل المعادلات والحسابات والبذرة التي ترعرعت وتنامت وستجني الأمة ثمارها قريبا إن شاء الله.

التعليقات مغلقة.