كتب ـ محمد الجندي :
السبت، الخامس من شهر يوليو من كل عام هو ذكرى ميلاد الشيخ راغب مصطفى غلوش أحد أشهر قراء القرآن الكريم في مصر والعالم العربي والإسلامي بعد الشيخ مصطفي اسماعيل
حصل الشيخ مصطفي اسماعيل علي لقب الشاويش القارئ” في الوقت الذي اجتاز فيه اختبار الإذاعة المصرية وقتها كان يؤدي خدمته العسكرية ،وفارس القراء في عهده في مصر، ولقب افلاطون النغم القرآني، ومعلم الأجيال، وصاحب الحنجرة الذهبية، والصوت العذب والصوت الملائكي ولقب عملاق القراء ومعلم الأجيال و قارئ العصر.
مولده ونشأته:
ولد الشيخ راغب مصطفي علوش يوم الخامس من يوليو 1938، بقرية برما مركز طنطا بمحافظة الغربية
كان والده بريد أن يلحقه بالتعليم الأساسي ليكون موظفاً كبيراً، وكانت الكتاتيب كثيرة بالقرية والإقبال عليها ملحوظ وملموس
وكان الناس في ذلك الوقت يهتمون بتحفيظ أبنائهم القرآن ليكونوا علماء بالأزهر الشريف، لأن كلمة “عالم” لا تطلق في نظرهم إلا على رجل الدين وخاصة إمام المسجد الذي يلقي خطبة الجمعة.
وتوالت إليه الدعوات من القرى والمدن القريبة من قريته بمركز طنطا وكفر الزيات وخاصة في شهر رمضان عام 1953 بقرية محلة القصب بمحافظة كفر الشيخ
وكان عمره 15 عامًا، وكانت المهمة شديدة الصعوبة في البداية فكيف يحتل المكانة المرموقة وسط جو يموج منافسين أقوياء بين جهابذة تربعوا على عرش التلاوة في هذه البقعة بوسط الدلتا والوجه البحري وخاصة محافظة الغربية التي نشأ فيها الشيخ راغب في ظل وجود عملاقين الأول الشيخ مصطفى إسماعيل، والثاني الشيخ محمود خليل الحصري
وكل منهما نشأ في إحدى قرى طنطا، والتي إحدى قراها قرية برما منشأ الشيخ راغب لم يعبأ القارئ الشاب والفتى الطموح بما يسمع وما يرى من احتدام المنافسة فكان لزاما على الشيخ راغب أن يبحث عن العوامل التي تساعده على الوقوف على أرض صلبة وقواعد متينة من خلالها يستطيع أن يلبي دعوة ربما يصادفه فيها واحد من هؤلاء ففطن إلى أن المجد لا يقبل من تلقاء نفسه وإنما يجب على طالبه أن يسعى إليه، والتحق بمعهد القراءات بالمسجد الأحمدي بطنطا، وتوّلاه بالرعاية الشيخ إبراهيم الطبليهي.
وبدأ الشيخ راغب مصطفى غلوش يتعرف على كبار المسؤولين بالدولة في مسجد الإمام الحسين، وزامل مشاهير القراء بالإذاعة المصرية، كـ الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمود خليل الحصري، وغيرهم من مشاهير القراء.
وتمكن الشيخ راغب غلوش الدخول إلى الإذاعة لتقديم طلب التحاق كقارئ بالإذاعة
إذ أعطاه محمد أمين حماد مدير الإذاعة المصرية آن ذاك كارت وذلك كان بالمسجد الحسيني وبالفعل تمكن الشيخ راغب من اجتياز الاختبار قبل انتهاء خدمته العسكرية بشهر ونال إعجاب اللجنة، وكان ضمن السبعة الناجحين من مائة وستين قارئ.
وحصل على شهادة إنهاء الخدمة وذهب إلى بلدته برما فوجد ما لم أتوقع قابله أهل القرية مقابلة غريبة عليَّ .. الفرحة والسعادة تعمرهم ويقولون لي ألف مبروك يا راغب واحتضنوني وكادوا يحملونني على أعناقهم كل هذا وأنا غير مصدق لما يحدث فقلت لهم هو انتم عمركم ما شفتم عسكري خرج من الخدمة إلا أنا إيه الحكاية
فقالوا هو أنت ما سمعتش الخبر السعيد
فقلت لهم وما هو الخبر السعيد
قالوا: صورتك وأسمك في الجرائد بالخط العريض وسبحان الله الذي ثبت فؤادي وألهمني الصبر وتحمل هذا الخبر السعيد جداً والذي جاء في وقته، إنه كان خبراً قوياً وشديداً يحتاج إلى عقل وصبر جميل لعدم الإفراط في الفرحة حتى لا تأتي بنتيجة عكسية ولما لا تكون فرحة كبرى وأنا في هذه السن الذي لا تتعدى اثنين وعشرين عاماً وسأكون أصغر قارئ بالإذاعة في عصرها الذهبي وذلك عام 1962.
وذاع صيته وسافر الشيخ راغب إلى معظم دول العالم كل شهر رمضان على مدار 30 عاما متتالية ووجهت إليه الدعوات من دول عربية لإحياء المناسبات الرسمية وخاصة في الكويت والإمارات والسعودية، وفي السنوات الأخيرة فضل البقاء في مصر في شهر رمضان المبارك.
وقرأ الشيخ راغب، لعدة سنوات في إيران ووجهت إليه الدعوات من دول عربية لإحياء المناسبات الرسمية وخاصة في الكويت والإمارات والسعودية، وفي السنوات الأخيرة فضل البقاء في مصر.
وللشيخ راغب، تسجيلا مرتلا يذاع بإذاعات دول الخليج العربي، كما ظل يتلو قرآن الفجر مرة كل شهر بأشهر مساجد مصر على الهواء مباشرة، بالإضافة إلى تلاوته يوم الجمعة والمناسبات الدينية عبر موجات الإذاعة وشاشات التليفزيون.
وتوفي الشيخ راغب مصطفي علوش في يوم 4 فبراير 2016 بعد مرض نقل إثره إلى أحد المستشفيات عن عمر يناهز 77 عامًا.