بقلم – محمد البنا:
استيقظ فزعًا كمن لُدغ فجأةً من ذنب عقرب
– قوم يا محمد ..الضهر إدّن من ساعة، عايزين عيش
تمتم وهو يزيح غطاءه عن جسده، ويهم بمغادرة فراشه
– بالراحة يا حاجة ..فزعتيني ..الدنيا ماطارتشي !!
لاحقته طلقاتها وهو ماضٍ في طريقه للحمام
– العيش الصابح هيخلص زي كل يوم، وهترجع لنا متشملل وف إيدك عيش بايت
لم يلتفت إليها، وقبض على لسانه كي لا يبارح فمه ما اعتمل داخل صدره .
يسرع الخطى عابرًا الردهة في طريقه صوب باب شقته، تطل ابنته الصغري عليه إطلالةً خاطفة، ثم لا يلبث أن تدق أذنيه صيحتها الآمرة
– استنى يا بابا….
تسمّر مكانه، حاول أن يلوي عنقه لينظرها، إلا أن أوجاعًا مزمنة تعاني منها فقرات رقبته ، حالت دون ذلك، استطردت وهى تقترب منه
– ارجع وغيّر ” التي شيرت ” ده، مش ماشي مع ” الشوذ ”
ارتد كالمنوّم يمشي بتؤدة عائدًا لغرفته .
رنين هاتفه الجوال يتصاعد، كم يكره أن يتحدث أثناء قيادته للسيارة، يعاود الرنين، يرد مرغمًا
– بابا …تعالى خدني من تحت البيت، ف الوقت ده مش هالاقي تاكسي فاضي .
لم تتركه ينتظر طويلاً أسفل العمارة التي تقطنها، قبّلها، وقبّل حفيدته الصغرى، التي ما إن لمحته اندفعت بجسدها الصغير صوبه .
في طريقه للمخبز تصاعد رنين هاتفه للمرة الثالثة، ناوله لابنته التي ما إن أنهت المكالمة التفتت إليه
– إسلام بيقوللك عدّي على أي مكتب دفع فوري، عشان النهارده ميعاد دفع فاتورة النت .
انحرف بسيارته باحثًا عن هذه النوعية من المحال المتخصصة، دلّته ابنته على أحدهم ..
ترجل من سيارته أمام المخبز، الذي كان خاليًا من زبائنه، كما ألفه في هذا التوقيت من كل مساء .