مدعوم من 
على مسرح نهاد صليحة.. “جويا” تحاور الأطفال بلغة الفن والوعي
كتبت- يارا زرزور:
في أمسية فنية مميزة، احتضن مسرح نهاد صليحة بـأكاديمية الفنون مساء أمس، عرضًا مسرحيًا مميزًا لمسرح العرائس بعنوان “جويا”، وذلك تحت رعاية الأستاذة الدكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون، والأستاذ الدكتور طارق مهران، عميد المعهد العالي لفنون الطفل، ومن إنتاج قسم العرائس واللعب اليدوية بالمعهد، في إطار دعم الأكاديمية للمشروعات الفنية التي تستهدف الارتقاء بثقافة الطفل وتوسيع خياله،
جاء العرض تحت إشراف الأستاذة الدكتورة جيهان فاروق والدكتور رضا حسنين، وشارك فيه الفنان القدير إسماعيل الموجي، الذي ساهم بخبرته الفنية في إضفاء روح إنسانية وأداء بصري مؤثر على العمل.
كما أشرف على تصميم الديكور والعرائس الدكتور جمال الموجي، وشارك في تنفيذها المهندس محمود الطوبجي، مما منح العرض طابعًا بصريًا غنيًا بالحيوية والدقة الفنية.
النص من تأليف الشاعر الكبير عبده الزراع، ودراماتورج الدكتورة ناهد الطحان، بينما أخرج العرض الفنان هاني نبيل، الذي قدّم تجربة مسرحية متكاملة نجحت في مخاطبة الطفل بأسلوب بسيط، ذكي، ومؤثر.
تدور أحداث العرض حول الطفلة “جويا” ، التي تنشغل باستخدام الكمبيوتر وتنصرف تدريجيًا عن عالم الألوان والخيال، فتتمرد عليها ألوانها وتقرر ألا تُشاركها في امتحان الرسم، كنوع من العقاب والعتاب، هذا التمرد يدفع “جويا” لاكتشاف قيمة الألوان وأهميتها في التعبير عن الذات، لتفهم في نهاية رحلتها أن التكنولوجيا لا يمكن أن تُلغي الخيال، وأن التوازن بين الاثنين هو مفتاح الإبداع.
قد يهمك ايضاً:
حضر العرض عدد كبير من أساتذة أكاديمية الفنون، والأدباء، والكتاب، الذين أعربوا عن إعجابهم بالرسائل التربوية العميقة التي قدمها العمل، وبالأسلوب الإبداعي الذي تم به تجسيد الشخصيات والأفكار.
في تصريح خاص، قال مؤلف العرض الشاعر والكاتب عبده الزراع:
“كتبت (جويا) من قلب طفل يسكنني، يؤمن بأن الألوان ليست مجرد أدوات رسم، بل أرواح تنبض بالبهجة، وإذا خذلناها، قد تعاتبنا لتذكّرنا بمن نكون، وحرصت أن يكون العرض محمّلًا برسائل تربوية مهمة تُقدم في قالب بصري ممتع يناسب الطفل المعاصر، ويحمل في طياته دعوة للأهل والمربين إلى دعم المساحات الإبداعية لدى الأطفال في ظل زحف التكنولوجيا”
“جويا” هو نموذج حي على قدرة مسرح العرائس على التعبير عن قضايا معاصرة بلغة فنية محببة وقريبة من قلوب الصغار والكبار، وهو ما أكد عليه الحضور من أساتذة وأدباء ونقاد خلال تفاعلهم الكبير مع العمل.
قدم العرض رؤية تربوية ذكية بأسلوب مبسط يناسب الأطفال، ويعكس روح الابتكار في المعهد العالي لفنون الطفل، ويؤكد على دور الفن في تشكيل وعي الطفل وتعزيز ارتباطه بعالم الإبداع والتعبير. وقدرة المسرح على مخاطبة الأجيال الجديدة بلغة محببة وذات مغزى.
