مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

سلسلة ممالك النار والتاريخ الدموي للعثمانيين …. “الأولى”

3

بقلم – دكتور هشام فخر الدين

لا شك أن التاريخ حافل بجرائم العثمانيين وتاريخهم الدموى، وحبهم للسيطرة والحكم دون إنسانية ودون دين. وكل يوم تتأكد حقائق التاريخ بدموية تلك الدولة عبر حكام مرضى أطلقت عليهم إن صحت التسمية “مصاصى الدماء”ولنا الآن فى مصاص الدماء والإرهابي أردوغان مثل.

وبداية من الغازى والقاطع والطاغية والدموى الشرس الغير آدمى المسمى بسليم الأول، والذى وصل إلى قمة السلطنة بعد انقلاب قام به على والده “بايزيد الثانى”، بدعم من الإنكشارية وخاقان القرم، ونجح بمؤازرتهم فى مطاردة إخوته وأبنائهم وقتلهم جميعاً الواحد تلو الآخر، حتى لم يبق له منازع فى الحكم.

قد يهمك ايضاً:

د. محمد الحلفاوى يكتب الأنبا بولا.. وفلك المحبة

السيد خيرالله يكتب: صياد وزارة الزراعة .. عبده مشتاق مع…

وتبدأ قصة سليم الأول من خلال نسبه إلى والده السلطان بايزيد الثاني ابن السلطان محمد الثاني «الفاتح»، ، إلا أن الآفة السياسية للسلاطين العثمانيين كانت الخلافات التي نشبت داخل البيت الواحد لوراثة السلطنة، وهو ما دفع بايزيد إلى صراع عنيف مع أخيه جيم، إلى أن انتهت الحرب بينهما بتولي بايزيد الحكم، بعدما ضمن لنفسه مساندة فيالق الإنكشارية، فهرب جيم إلى بابا الفاتيكان، حيث تولى الأخير كل تكاليف إقامته مقابل مبلغ من المال دفعه أخوه السلطان لضمان إبقائه بعيداً عن الحكم، ولكن سرعان ما جرى التخلص منه، إذ قتل مسمومًا، وكان بايزيد له دور في قتل أخيه ، فمن الطبيعى أن يرث سليم الأول التاريخ الدموى ويقتل إخوته وأبناءهم الصغار والرضع دون رحمة.

حيث أقدم سليم بعد أن توج سلطاناً على توزيع المكافآت على الإنكشارية كما جرت العادة قبل عهده، وزاد من ضرورتها في أيامه أنه لم يكن ليتربع على العرش لولا مساعي هؤلاء وضغطهم على والده. وما أن تولى سليم مقاليد الحكم حتى أعلن أخاه أحمد العصيان ورفضه الخضوع له، ونصب نفسه حاكما على انقرة  ، وأرسل ابنه “علاء الدين” فاحتل مدينة بورصة في 19 يونيو سنة 1512، وراسل الوزير “مصطفى باشا” يخبره عن عزمه توطيد نفوذه وخلع أخيه ووعده بمنصب كبير إن نقل إليه جميع تحركات سليم ونواياه.

وكان السلطان سليم قد عقد العزم على القضاء على إخوته وأولاد إخوته حتى يهدأ باله، ولا يبقى له منازع في الملك، فعين ابنه سليمان حاكماً للقسطنطينية  ، وسافر بجيوشه إلى آسيا الصغرى، فاقتفى أثر أخيه أحمد إلى أنقرة ، ولم يتمكن من القبض عليه لوصول خبر قدومه إليه عن طريق الوزير “مصطفى باشا”. لكن علم السلطان بهذه الخيانة فقتل الوزير شر قتلة جزاء له وعبرة لغيره، ثم ذهب إلى بورصة حيث قبض على خمسة من أولاد إخوته بما فيهم “علاء الدين” سالف الذكر، وقتلهم جميعًا.

إلا أن دمويته لم تقف عند هذا الحد، بل أمر بقتل كل أبناء أخوته خنقاً، ويقال إنه كان يستمع إلى أنينهم وهم يموتون دون أية شفقة أو رحمة، ودون التفات لقيمة صلة الرحم. وهكذا، دانت له السلطنة، وبدأ يعد نفسه ليستعيد للدولة العثمانية المجد، من خلال التوجّه الفوري نحو توسيع رقعتها. وكان سليم يرى في ذلك وسيلة يستطيع من خلالها زيادة رقعة دولته من ناحية، وإشغالها بحروب ممتدة تبعد عن الدولة الفرقة، فيوجه الأنظار دائماً إلى العدو الخارجي، وهو ما جعل مدة سلطنته في حروب شبه دائمة.                                                    .
لقد عمد سليم الأول منذ البداية لمحاولة إيجاد الشرعية المطلوبة للدولة العثمانية للسيطرة على العالم الإسلامي. ويومذاك، كانت هناك دولتان أساسيتان تقفان ضد طموحاته، هما: الدولة الصفوية في إيران، والدولة المملوكية في مصر.

 

 

 

اترك رد