مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

د. مجاهد الجندي.. التلقائية والسجية الطيبة

3

د. مجاهد الجندي.. التلقائية والسجية الطيبة

بقلم أ.د/ فوزي عارف إبراهيم

قد يهمك ايضاً:

كواليس هبوط اضطراري لـ طائرة في مطار القاهرة

أستاذ مشارك بجامعة الملك خالد – ورئيس لجنة التاريخ بمشروع ذاكرة الأزهر الشريف

د. فوزي عارف إبراهيم

كنت أحد خريجي قسم التاريخ بكلية اللغة العربية بأسيوط سنة ١٩٩٦م أنا ورفيق الدرب الأستاذ الدكتور/ ياسر الخطيب، وشاء قدرنا الجميل أن يكون تعييننا معيدين بالكلية الام بالقاهرة.. ومنذ السنة الأولى للدراسات العليا ١٩٩٧م لفت نظري الأستاذ الدكتور/ مجاهد توفيق الجندي (رحمه الله تعالى)، كان يظهر دوما متواضعا في كلامه وطريقة معاملته لطلابه على سجيته. به هيبة العالم، وطيبة الأب الحاني على أولاده.. ضرب عرض الحائط بكل ما يحول بينه وبين التواصل مع طلابه وتلاميذه.. عرفته ذا دعابة.. ولا سيما في الأسفار والرحلات التي تشرفت بالإشراف عليها في قسم التاريخ بالقاهرة طيلة أعوام طويلة.. وكانت الرحلة التي يكون موجودا فيها أ.د/ مجاهد الجندي تزداد ثراء وجمالا ورقة؛ لبساطة حديثه وميله في كثير من الأحيان للدعابة، وكان متشعب العلاقات يعرفه الكبير والصغير.. الغني والفقير.. ذو المنصب وغيره.. رجل يذكرك بطيبة الشعب المصري بكل ما مر به من عثرات.. يميل في كثير من الأحيان إلى التقرب من ذوي الحاجة.. كان ذا ميل كبير للقراءة والكتابة والإسهام في المؤتمرات العلمية والمشاركات في الندوات ممثلا عن الأزهر الشريف بعمامته المشهورة المميزة… ويحضرني كثير من المواقف التي حدثت أمامي وكان وجوده قاسما مشتركا فيها… إنه التواضع المتجسد في صورة إنسان بسيط يمثله عالم كبير بحجم الأستاذ الدكتور مجاهد الجندي.. كان رحمه الله يأسر القلوب بسرعة فائقة، فتشعر عند لقائك الأول به وكأنك تعرفه من سنين طويلة… لا تصدق أن الموت مجرد قدر وكأس يدور .. إنما الموت يفقدنا الموقف النبيل والقدوة العطرة .. والإنسان ذا القلب الكبير.. ولا تصدق أن إنسانا ما مر على ذاكرتك أو جزء من حياتك مجرد مرور عابر… مع كل الأسف لا نعرف قيمة من يعيش حولنا إلا بعد الفراق… رحل عنا الإنسان المتواضع والعالم الموسوعي والنسابة المنقطع النظير.. رحل الإنسان.. أستاذنا وتاج رأسنا الأستاذ الدكتور/ مجاهد توفيق الجندي (رحمه الله) ورحم من فقدنا من علمائنا وشيوخنا رحمة واسعة وغفر الله لهم وأسكنهم فسيح الجنان.

اترك رد