مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

خطوط الغاز تؤهل مصر ان تكون مركزا إقليميا لتداول الطاقة

0

بقلم – م. استشاري هاني فاروق إسماعيل:

 عضو اللجنة العلمية – نقابه المهندسين المصرية

هل ينجح خط الغاز العربي في الاتصال بدول شرق أوروبا

بعد اكتشافات الغاز الجديدة في مصر وعلي رأسها حقل ظهر بدأت الدولة متمثله في قيادتها السياسيه ووزارة البترول الاتجاه إلي تطوير واستغلال هذه الاكتشافات لندخل مرحله وحقبه جديدة لتطوير المنظومة الاقتصادية لتتلاءم مع احتياجات المنطقة في ظل التحديات والصراعات ألقائمه في منطقه شرق المتوسط بحثا عن الثروات في قاع المتوسط. وبدأت تتصاعد الأصوات بأن مصر علي أبواب ان تكون مركزا إقليميا لتداول الطاقة ومدي الانفراجة الاقتصادية التي سوف ،تنعم بها مصر في المرحلة القادمة  وهذا ما جعلنا نتلمس الحقائق لنضع أقدامنا علي ارض صلبه لمعرفه آليات تحقيق هذا الهدف وما تملكه مصر من إمكانات تجعلها حقيقة قادرة علي ان تكون مركزا إقليميا لتداول الطاقة. ان كلمه تداول الطاقة تعني تبادل الطاقة أما عن طريق التصدير أو الاستيراد وهنا يختلط المعني عند القارئ فكيف نسعد بأننا علي أبواب تصدير الطاقة وفي نفس الوقت نسعي لاستيرادها لنكون مركزا إقليميا للطاقة. كلمه استيراد الطاقة هنا تعني استقدام المصدر الخام من الطاقة واستخدام البنية الاساسيه المتوفرة لدينا لتصنيعه واعاده تصديره وهو ما يطلق عليه بالقيمة المضافة.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

نعود للاستفسار الأساسي “هل حقا مصر مؤهله لان تكون مركزا إقليميا لتداول للطاقة؟”

ان تواجد شبكه خطوط الغاز هي أهم آليات تبادل الطاقة من مصر وتصديرها إلي الدول المجاوره ومنها أي أوروبا. ان خط الغاز العربي هو احد واهم الركائز لتحقيق هذا الهدف.

خط الغاز العربي هو خط غاز تم إنشاؤه في الالفينيات لتصدير الغاز الطبيعي المصري لدول المشرق العربي ومنها إلى أوروبا. عند إتمامه، يبلغ طوله الإجمالي 1200 كم بتكلفة قدرها 1.2 بليون دولار. ويبدأ هذا الخط من العريش بشمال سيناء بعد استقباله الغاز من منطقه الجميل ببورسعيد  مارا بعمان والرحاب بالأردن عن طريق ميناء العقبة ثم دمشق وحمص وحلب بسوريا ثم طرابلس بلبنان وتم تنفيذ هذا الخط علي ثلاث مراحل. المرحلة الأولي من العريش إلي طابا إلي العقبة والمرحلة الثانية العقبة الرحاب والمرحلة الثالثة الرحاب حمص طرابلس بلبنان وكان من المخطط استكمال هذا الخط من حلب بسوريا إلي كلس بتركيا وتوصيل خط الغاز العربي من الأردن مع العراق لتصدير الغاز العراقي لأوروبا أيضا .

هنا نجد ان خط الغاز العربي هو ركيزة أساسيه لربط دول المشرق العربي لتسيل تبادل الطاقة وجعل هذه المنطقة تتحكم في مصادر وتبادل الطاقة. ولكي نكون علي بينه علي حقيقة الأمر يجب ان نعرف ان توصيل الطاقة بصورها المختلفه سواء كانت غاز طبيعي أو غاز مسال إلي أوروبا يجب ان يكون لنا منفذ قريب من أوروبا لتقليل تكاليف نقل الغاز وكان من المخطط ربط خط الغاز العربي  بخط الغاز نابوكو بداية من تركيا لإمداد دول أوروبا بشرق المتوسط بالغاز الطبيعي. وهنا يكون أول صدام أو تحدي يواجه المشروع نظرا للعلاقات السيئ بين دول المنطقة مثل مصر وسوريا والعراق ضد العجرفة التركية وهذا يجعل فكره ربط خط الغاز العربي بخط نابوكو بتركيا من التحديات الكبيرة التي نواجهها وبذلك يكون خيارنا هو توصيل الغاز من مصر لقبرص ومنه إلي أوروبا خلال خطوط بحريه في الأعماق وهذا ما يزيد من تكلفه إنشاء هذا الخط التي تتجاوز المليارات من الدولارات حيث تنفيذه يلزم أيضا فتره زمنيه تتعدي الخمس سنوات علي اقل تقدير. أما الخيار الآخر هو استخدام مخرج خط الغاز العربي في شرق المتوسط في طرابلس بلبنان وتوصيله إلي قبرص ومنه إلي أوروبا حيث ان بعد المسافة من طرابلس إلي قبرص اقل بكثير من بعد مصر عن قبرص مما يقلل التكلفة وفترة تنفيذ هذا الخط. وقد يظهر تحدي أخر في هذا الخيار وهو علاقة اسرائل بلبنان وهل تسمح إسرائيل باستكمال هذا الخط من خلال مياهها الاقتصادية.

هنا نصل ان حقيقة وهي ان الدبلوماسية بين الدول تلعب دورا كبيرا في مثل هذه المشروعات وخاصة أنها تمس اقتصاد دول تبحث عن حقها في ثرواتها كحق قبرص في التنقيب عن الغاز في مياهها الاقتصادية وما ظهر من بلطجة تركية لمنع التنقيب عن الغاز. ووسط هذا الخضم من الصراع تظهر قدره البحرية المصرية التي تحمي موانينا والمنصات البحرية لكل من يجول بخاطره ليس الاعتداء ولكن مجرد الاقتراب من مصالحنا ومنشئاتنا النفطية في أي منطقه تخضع للسيادة المصرية.

 

اترك رد