مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

جنة الله في أرضه

بقلم المهندسة – عبير أنور محمد :

واعظة بالأوقات 

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب هوامش في ذكري إفتتاح السد العالي

ترامب والأزمات المحتملة

منذ خمس سنوات وبتكليف من وزارة الأوقاف أقيمت المدارس القرآنية المجانية داخل المساجد بغرض تحفيظ القرآن ودراسة القيم الأخلاقية.وتنفيذا للخطة قمنا بدعوة الأسر المحيطة بالمسجد عن طريق الإعلان عقب صلاة الجمعة وبتعليق لافتات اعلانية وبدأ بالفعل توافد الأطفال إلى المسجد وبتوفيق من الله بدأت في صياغة الفكرة بتصنيف الاطفال حسب السن واختيار منهج يناسب كل سن فيجتمع الأطفال لترديد الآيات بتلاوة صحيحة وحفظها ثم ينتقلون إلى القاعة المجاورة للمصلى ويصطفون لسماع قصة تصف إحدى القيم الأخلاقية ثم توزيع رسوم تصف نفس القيمة فيقوم الاطفال بتلوين تلك الرسوم، ثم تطورت الفكرة من التلوين إلى إعادة التدوير ليتعلم الطفل أن ما يعتبره الناس مجرد مخلفات يستطيع هو ان يحوله لشيء مفيد ومن ذلك حولنا البرطمانات القديمة لحامل أقلام وحولنا قصاصات الورق لبطاقات معايدة وهكذا وتوقفنا فترة كورونا ثم عدنا لأجد أبنائي أبناء المسجد وقد أشتد عودهم وكذلك اخواتهم الصغار والذين كانوا يحضرون كمستمعين ويفرحوا بفقرة التلوين أصبحوا قادرين على الحفظ والإنجاز فطورت الفكرة بفضل الله إلى تشجيع الأطفال الحفظة بفقرة صناعات صغيرة فأصبح اليوم في المسجد يتألف من الفترة الأطول وهي فترة التحفيظ لتسميع ما تم حفظه وقراءة جزء جديد تلاوة صحيحة وتجهيزه للحفظ ثم يجتمع الأطفال حولي للاستماع إلى قصة جديدة من القصص القرآني ثم تبدأ فقرة الصناعات الصغيرة ومن خلالها تعلمنا صناعة العيش وصناعة المخلل كذلك كيفية صناعة بطاقة معايدة مفرغة تعلمنا الزراعة وصناعة الورود من ورق الكوريشة وبعض صناعات الحلي البسيطة وغيرها الكثير من الصناعات الصغيرة و في كل مرة أؤكد عليهم أنه باستطاعتهم تحويل الأشياء عديمة الفائدة إلى اشياء ذات قيمة باستخدام فكرة او لمسة فنية.ثم يأتي يوم الحصاد كل شهرين عند إقامة مسابقة القرآن الكريم لاختبار الأطفال في ما تم حفظه على مدار شهرين وتوزيع الجوائز وشهادات التقدير.

 

تعجز الكلمات أن تصف فرحتي بهم في هذا اليوم فضلا عن مشاعر الحب التي تملأ المكان أطفال تلتف حول مائدة القرآن تتنافس وتجتهد لحفظ الآيات ثم تستمع إلى القصة وتجيب أسئلة حول الموضوع ثم تبدأ فترة المرح والإبداع وصناعات صغيرة فتجد كل طفل يُطور في العمل الفني ويأتي بأفكار جديده تفوق النموذج المُعد مسبقًا .والآن وبعد مرور خمس سنوات أصبح عدد أبنائي في المسجد يناهز الثمانين من مختلف الأعمار يعمرون مسجدنا الصغير في إنجاز وسعادة والحق أنهم هم من يسعدوننا فتجربة العمل مع الأطفال تجربة فريده بل ممتعة فالوقت الذي تقضيه بصحبتهم قادر على وقايتك تماما ممَّا يشغلك ويعزلك عن تفاصيلك الحياتيه يذهب بك إلى عالم مؤقت له طبيعته الخاصة مليء بالحب والبهجة فيه صدى قوي وسريع لكل كلمة أو عمل تقوم به ممَّا يحفزك لبذل المزيد ،ضحكاتهم تُنسيك التعب وإنجازاتهم تكسبك من الطاقة والهمة مالم تتوقعه من نفسك. وأُثمن هنا دور أولياء الأمور الذين دفعوا بأبنائهم إلى المسجد وتابعوهم في حفظ القرآن وبذلوا الجهد والوقت مما يدل على وعي وإدراك للدور الحقيقي للآباء والذي لا يقتصر على الرعايه بل التربيه

التعليقات مغلقة.