مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

تلاميذ عمرو بن لحي

بقلم –  أحمد نور الدين : 
مدير التحرير بالأهرام

قد يهمك ايضاً:

لا يفتأ ثلة من العلمانيين والليبراليين، ينادون بأفكارهم وفلسفاتهم التغريبية، التي بها يعمون أعين العامة، مدخلين عليهم أنها النجاة، وأن بغيرها الهلاك والعودة بالمجتمع إلى القرون الجاهلية الأولى، وعصر الناقة والخيمة والغنم، مستهزئين بقيمنا الدينية وشريعتنا الغراء في تطاول مفضوح، وكره بيَّن صريح لكل ما يمت للإسلام وتوحيد أواصر الوطن بصلة.
صار حفنة من هؤلاء الرويبضة من العلمانيين والليبراليين يتصدرون المشهد الإعلامي والثقافى والفكرى، بأصداء الإعلان عن إطلاق هذا المركز الذى صرح أحد مؤسسيه وأمناؤه –زورا وبهتانا وإفكا-، أنه يرمى الى إعادة تجميع وتشكيل العقل الجمعى للفكر العربي وعناصره، وأن هدفه الأول والأخير تحريك الوضع الثقافي الراكد، ورفع مستوى التثقيف والفن في مصر والعالم العربي، وأنه بداية للتنوير الثقافي، هدفه الحديث عن الشباب أبطال العصر القديم، مستنكرا ومستهجنا أنه يتم تصدير أشكال ليس لها أصل على كونهم أبطالا.
وصدق رسولنا الحبيب حين أخبر عما نحن فيه الآن: “ستأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه، يتكلم في أمر العامة”، ومن ثم رأينا حربا ضروسا مستعرة تنشب و تندلع من جانب القوى العلمانية والليبرالية محاربة للإسلام ، بنار تضرم في قلوبهم ونفوسهم، حسدا وكرها لهذا الدين.
لا حديث لهم إلا عن تشويه الإسلام والإسلاميين، بكل السبل والوسائل مستعينين في ذلك بأبواق العلمانيين والليبراليين والمبدعين وعظماء الفكر والرأي كما يطلقون عليهم، لا لشئ إلا ليفسدوا الحياة ببلادنا، ويقضوا على ثوابت الدين فى عقول مواطنينا، شبابا ورجالا ونساء وأطفالا، وليطمسوا وليغلقوا على عقول وقلوب العامة من شعبنا الطاهر الطيب عبر آلاف السنين ، هذه النهضة التي يرجونها من الله في أن يروا وطنهم في مقدمة الأمم، رائدا لها بحكم القامة والمكانة له، متسلحا ومتدثرا بثياب عزة الله وعزة الدين.
نعم، يعملون على مسخ عقل وطننا وضميره وفكره ويومه ومستقبله، وإضاعة شبابه حين علا صوتهم بتصحيح المسار مع تجديد الخطاب الديني، منادين بفصل الدين عن الدولة، وألا يتعدى حدود الدين عتبة المساجد وصدر المتدينين.
رسالتهم وهدفهم الخفى تغيير بنية ونسيج الدين فى وطننا المسلم الشرقى، المسالم، الآمن، المطمئن، وكأنهم يحييون فعل أستاذهم ومعلمهم الأكبر عمرو بن لحي أول من بدل دين إبراهيم وإسماعيل في الحجاز، والذى يقول النبي فيه: “رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه – أي أمعاءه – في النار، إنه كان أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان، وبحر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي”، ثم انتشرت الأصنام في بلاد العرب كلها.
لقد شاء الله لمصرنا الحبيبة أن تبتلى بالفاطميين الذين كان أول عهدهم بها بناء الجامع الازهر الشريف عام 361هـ /972م، ليكون معهدا تعليميا لتعليم المذهب الشيعي الرافضى ونشره، فكانت إرادته -سبحانه- الحافظة لأرضنا المباركة وشعبها الطيب أن قيض لها من حول هذا الصرح الرافضى الشيعى لقبلة ومرجعية السنة فى العالم أجمع وليس الإسلامى فحسب، فصار الأزهر قديما وحديثا مهبط العلماء من كل بقاع الأرض، وسفراء الإسلام بوسطيته، وفكره الصحيح الذى هبط به الأمين على قلب الشفيع الحبيب.
إننا كمثقفين، ومفكرين، وإعلاميين، وأكاديميين، غيورين على وطننا وأبنائه ونسيجه ودينه، لا نعترض على أية فكرة وهدف يبنى الوطن، ويشد من عضد أبنائه بنسيجيه الاسلامى والمسيحى،
لكننا نقف بالمرصاد في مواجهة أي فكر مغلوط، خبيث، يتجاوز أو يتعد على ثوابت ديننا، وقيمه، وأخلاقه، ورموزه من الأئمة الهداة، مثيرا فتنته في البلاد، طعنا وهدما لثوابت الدين بالمجتمع ودعوة الى الإلحاد بطرق ملتوية خفية.
إزاء كل ما سبق، أطمئن الجميع ببلادنا المحفوظة من الله تعالى، ومؤكدا أن أزهرنا الشريف يلعب دورا فعالا في مكافحة الإلحاد والفكر التطرف، وذلك من خلال عدة مبادرات وجهود، لعل أولها وأبرزها وحدة وبرنامج بيان لمواجهة الإلحاد، والتى أنشأها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لمواجهة الإلحاد، والفكر اللاديني عام 2018م، وبناء وعيٍ معرفي للوقاية من هذا الفكر المنحرف المتطرف، وتوفير مساحات آمنة للحوار مع الشباب، بتحصينهم من حيل المتشكِّكين في الدين، والعمل على إزالة المفاهيم المغلوطة لديهم، وكل هذا تحت شعار: «أجيال واعية وحوار بنَّاء»، وليس كما يثار على وسائل التواصل الاجتماعى، أنها جاءت رد فعل من فضيلة شيخ الأزهر على إطلاق هذا المركز المشبوه “تكوين”.
كما هناك جهود حثيثة برؤية ريادية من مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بمختلف صوره، محليا، وإقليميا، ودوليا؛ لتحقيق السلام العالمي في إطار من الوسطية والاعتدال، ورسالته الساعية لترسيخ تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وتعظيم رسالته القائمة على الوسطية والاعتدال، والتسامح، والأخوة الإنسانية، عبر تقديم محتوى معتدل هادف بمختلف اللغات، يؤكد عالمية الأزهر الشريف، ويعزز مكانة مصر الدولية العالمية في مجال مكافحة التطرف وبناء السلم المجتمعي.
من ثمة لزاما وحقيق علينا جميعا التصدى لهذا الفكر المعوج، وفضح وإماطة اللثام عنه، ونزع ورقة التوت عنهم التي يسترون بها عوراتهم الإلحادية، الزائفة الواهية، تعرية هذا الفكر الزائف الباطل ودحضه بكل ما أوتيت من حجة وقوة وبراهين تكشف كذبهم ونفاقهم وتطاولهم على الشرع، وجحودهم، وتبجحهم عليه، دفاعا عن ديننا ووطننا التي يوجه إليهم سهام الحقد والبغض المقصود من ناحية، وذودا عن وطنى واستقراره وأمن مواطنيه الفكرى والدينى المعتدل الصحيح الذى ارتضاه لنا ربنا الكريم –سبحانه- ، ورسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم.

التعليقات مغلقة.