تأجيل العرض الخاص لفيلم استنساخ لسامح حسين يثير الجدل هل تدخلت الرقابة ومنعت الفيلم من العرض بسبب غزة ؟
كتب – أحمد قرمد :
في تطور مفاجئ، أُعلن مساء أمس الإثنين، 7 أبريل 2025، عن إلغاء العرض الخاص لفيلم “استنساخ” بطولة الفنان سامح حسين، والذي كان مقررًا إقامته في إحدى دور السينما بمنطقة التجمع الخامس، قبل ساعات قليلة من موعده.
هذا القرار أثار موجة من التساؤلات بين الجمهور والنقاد، خاصة مع اقتراب موعد العرض العام المقرر له غدًا الأربعاء، 9 أبريل، في دور العرض المصرية.
خرج الفنان سامح حسين بتعليق رسمي عبر صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك”، معبرًا عن أسفه للجمهور الذي كان ينتظر حضور العرض الخاص، قائلاً: “لكل الناس اللي كانت جاية العرض الخاص لفيلم استنساخ النهاردة، بعتذرلكم جدًا، تم تأجيل العرض الخاص لظروف خارجة عن إرادتنا.. شكرًا لكم وحقكم عليا”.
هذا التصريح، رغم بساطته، لم يُنهِ الجدل، بل فتح الباب أمام تكهنات حول الأسباب الحقيقية وراء التأجيل وهل أتى التأجيل كفرصة سانحة للدعاية للفيلم؟.
تداولت بعض التقارير الصحفية ومنشورات على منصة إكس تويتر سابقاً وفيسبوك عن أنباءً تشير إلى أن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية المصري قد يكون وراء هذا القرار الخاص بالمنع ، مرجعة السبب إلى وجود ملاحظات على المشهد الأخير للفيلم، والذي يُزعم أنه يحمل إشارات إلى الصراع الفلسطيني-والاحتلال الإسرائيلي والحرب على غزة.
هذه الشائعات أثارت تفاعلاً واسعًا بين المتابعين، الذين انقسموا بين من يرى أن الفيلم قد يواجه منعًا نهائيًا، ومن يعتبر الأمر مجرد تأخير إداري وارد وعابر.
في مقابل ذلك ، سارع السيناريست عبد الرحيم كمال، مساعد وزير الثقافة لشؤون الرقابة على المصنفات الفنية، إلى نفي هذه الادعاءات جملة وتفصيلا من خلال تصريحات صحفية أدلى بها ليلة أمس ونشرت اليوم أيضاً.
وأكد كمال أنه لا توجد أزمة رقابية تتعلق بالفيلم على الإطلاق ، موضحًا أن سبب التأجيل يعود إلى تأخر تقديم طلب تصريح العرض خارج ساعات العمل الرسمية، مما أدى إلى تأخير إصدار التصريح المعروف بـ الفاوتشر وأشار إلى أن التصريح سيُمنح اليوم الثلاثاء، 8 أبريل، ليتمكن الفيلم من العرض في موعده المحدد غدًا.
وللحقيقة التاريخية أن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية المصري لايمنع أفلام من العرض العام أو المهرجانات تتضامن مع فلسطين أو غزة وللتأكيد والتدليل علي ذلك تم عرض فيلم قصير لي سابق عام 2022 بالدورة رقم 24 من المهرجان القومي للسينما المصرية أهم مهرجان محلي مصري برئاسة الناقد الكبير كمال رمزي وهذا المهرجان يتبع مباشرة لوزارة الثقافة المصرية المسؤولة أيضاً عن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وقبل مجئ الكاتب عبد الرحيم كمال كرئيس لجهاز الرقابة على المصنفات الفنية كما أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أجل الدورة رقم 45 من أجل التضامن مع فلسطين وتم انعقادها عام 2024 برئاسة الفنان القدير حسين فهمي رئيس المهرجان وأعلن المهرجان تضامنه علناً مع فلسطين ولبنان فثقافة المنع والحجب الخ….في أمريكا فقط.
يُعد فيلم “استنساخ” عودة قوية لسامح حسين إلى السينما بعد غياب، حيث يتناول الفيلم قضية الذكاء الاصطناعي والصراع بين الإنسان والتكنولوجيا في إطار من التشويق والغموض.
الفيلم من تأليف وإخراج عبد الرحمن محمد، ويشارك في بطولته بجانب سامح حسين الفنانة هبة مجدي ومجموعة من النجوم الشباب مثل هاجر الشرنوبي ومحمد عز.
وقد أثار الإعلان الترويجي للعمل اهتمام الجمهور، خاصة مع إهداء سامح حسين للفيلم إلى أهالي غزة، في خطوة لاقت إشادة واسعة كتعبير عن التضامن الإنساني والأخلاقي.
ومع نفي الرقابة بواسطة الكاتب عبد الرحيم كمال لأي قرار بمنع الفيلم يبقى السؤال الأهم : هل سيتمكن فيلم استنساخ من الوصول إلى الجمهور في موعده المحدد وهل سيحقق النجاح المنتظر وينافس على الإيرادات ؟
فيلم “استنساخ”، من ناحية أخرى، يقدم نوعًا مختلفًا فهو ينتمي للخيال العلمي مع لمسات تشويقية، ويتناول قضية الذكاء الاصطناعي والاستنساخ، وهو موضوع غير تقليدي وقليلاً ماتم تداوله إنتاجيا في السينما المصرية.
هذا الاختلاف قد يكون سلاحًا ذو حدين: قد يجذب فئة من الجمهور الباحث عن تجربة مشاهدة جديدة، لكنه قد يواجه تحديًا في استقطاب الجماهير التي تفضل الأفلام الكوميدية في هذا التوقيت مع اقتراب موسم الإجازات والعطلات.
إضافة إلى ذلك، إهداء الفيلم لأهالي غزة من قبل سامح حسين قد يعزز من جاذبيته عاطفيًا لدى جمهور عريض ، لكن نجاحه التجاري سيعتمد بشكل كبير على التسويق، جودة العمل الفني ، وكيفية استقبال الجمهور له.
تاريخيًا، أفلام سامح حسين لم تحقق إيرادات ضخمة في السنوات الأخيرة لكن فيلم استنساخ قد يستفيد من عودة سامح حسين بعد غياب بسبب حماس جمهوره بعد نجاح برنامجه قطايف والذي قدمه ضمن الموسم الرمضاني المنقضي 2025.