مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

بناء الرأى العام 2

9

بقلم – الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى 

قد يهمك ايضاً:

تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن

انور ابو الخير يكتب: لا شيء يستحق الحداد

البحث الثانى

ما زال الحديث متواصلا عن بناء الرأى العام فى ست خطوات هامة ينبغى إتباعها بدقة من قبل جهاز العلاقات العامة الداخلية  ، وكنا تكلمنا فى البحث الأول عن الخطوة الأولى فى بناء الرأى العام وهى الصورة الذهنية ، والخطوة الثانية والتى تعتمد على عنصرين مهمين وهما الأسم والسمعة ، FAME & NAME  وتعرضنا لكل منهما بشئ من التفصيل ، والأن جاء الدور للحديث عن الخطوة الثالثة من خطوات بناء الرأى العام .
الخطوة الثالثة :
تتكون هذه الخطوة من ثلاثة ملفات هامة تتم من خلالها معالجة بناء كلا من الأسم والسمعة مع الجمهور ، وهذه الملفات مختصرة فى كلمة ASK  ويرمز كل حرف فى هذه الكلمة إلى ملف من الملفات الثلاثة كما يلى :
1- (K)  ويرمز إلى كلمة Knowledge  والتى تشير إلى الملف المعرفى :
والملف المعرفى هذا يمثل نسبة  10 % من النسبة اللازمة لبناء الرأى العام ، وفيه يتم تعريف الجمهور بشئ من الوضوح بقضية الرأى العام محل الدراسة ، أو الأيقونة المجتمعية التى نريد للرأى العام أن يثق بها ويتبعها ، وتذكر دائما أن الرأى العام عدو ما يجهل ، لذلك فمن الغباء أن تظن أن الجمهور سيدعم قضية وتصبح رأى عام ، وهو لا يعلم عنها القدر الكافى لإزالة الغموض والضبابية حولها .
2-  (S) ويرمز إلى كلمة Skills والتى تشير إلى الملف المهارى :
والملف المهارى يمثل نسبة 20 % من النسبة اللازمة لبناء الرأى العام ، وفيه يتم وضع الأليات المطلوبة من الجمهور والخطوات المتوقعة منه والقنوات والمسارات اللازم منه سلوكها  لدعم قضية الرأى العام محل الدراسة  ، وذلك يمثل أهمية كبرى فى توحيد وترشيد الجهود الجماهيرية ، بدلا من تركها للعبثية والإرتجالية ، وبدون هذا الملف ، ستظل الجهود المبذولة لبناء الرأى العام فى النقطة صفر ، وتظل الجماهير تدور فى حلقات مفرغة تبدأ من حيث إنتهت ، وتنتهى من حيث بدأت ، دون أن تتقدم خطوة واحدة تحسب لها تجاه بناء الرأى العام وتشكيله .
3- (A)  ويرمز إلى كلمة Attitude  والتى تشير إلى الملف الوجدانى :
والملف الوجدانى يمثل كلمة السر فى نجاح أو فشل أى قضية رأى عام حيث أنه يمثل 70 % من النسبة اللازمة لبناء الرأى العام ، ويعتمد فى المقام الأول على ربط الجماهير وجدانيا أو إن شئت فقل عاطفيا بقضية الرأى العام المطلوب تشكيلها أو بناءها ، والملف الوجدانى هذا تكمن خطورته فى أنه يمثل الروح المحركة لجسد الرأى العام ، فإذا كان الملف المعرفى والملف المهارى يعمل على بناء جسد الرأى العام ، فإن الملف الوجدانى يعمل على بناء روح هذا الجسد ، والذى بدونه لا يمكن أن يتحرك هذا الجسد ، ولكن كيف يتم تشكيل هذا الملف الوجدانى ؟
يقول العالم الأمريكى  “جون ديوى” (إن غاية أى إنسان لفعل أى شئ هو أن يكون شيئا مذكورا ) …
ومن هذه القاعدة التى رسخها جون ديوى ، نعتقد أن حجر الأساس لبناء جدار الملف الوجدانى ، هو توضيح العائد أو القيمة التى سيحصل عليها الجمهور من وراء دعمه لقضية الرأى العام التى تقوم أجهزة العلاقات العامة الداخلية بتشكيل لبناتها معه .
وتوصلت من خلال أبحاثى على شرائح نوعية للجماهير أن العلاقات العامة الداخلية بإمكانها تشكيل رأى عام قوى وبناءه وذلك بأن تتقن ربط الجمهور بقضية الرأى العام محل الدراسة وجدانيا وبذلك تكون قد نجحت فى تكوين الرأى العام بنسبة 70% .
وأفضل الطرق لربط الجماهير النوعية وجدانيا بقضية الرأى العام المراد تشكيلها هو من خلال ربط قضية الرأى العام المراد بناءه بأحد هذه المعانى الستة .
1- الغيرة :
أحد المحركات القوية التى يمكن أن تدفع الجماهير وجدانيا لمساندة قضية الرأى العام محل الدراسة ، ويقع الشق الأكبر فى إنشاء هذه الرابطة على أعضاء فريق العلاقات العامة الداخلية أو إن شئت فقل “جرّاحى العلاقات العامة الداخلية بالمؤسسة ) .
2- المنافسة :
تعتبر أيضا المنافسة أحد المنشطات الجماهيرية لتحريكهم وإستثارة مشاعرهم تجاه بناء الرأى العام .
3- الإنسانية :
لا شك أن الجماهير النوعية إذا شعرت بأن قضية الرأى العام التى تتبناها أجهزة العلاقات العامة الداخلية ترتبط فى المقام الأول بالإنسانية ، فسوف تدعمها وجدانيا وبكل قوة بل وتتحمل فى سبيلها أى مشاق أو متاعب متوقعة.
4- العدالة :
قيمة العدالة من أهم دعائم تحريك الجانب الوجدانى بداخل ضمائر الجماهير ، ومتى أستطعت أن توجد الرابط والصلة بين قضية الرأى العام المراد بناءه وبين العدالة ، فتأكد أن الأمر لن يحتاج منك كثير عطاء أو طول إنتظار بعد ذلك ، إذ أن العطاء سيتفجر من ينابيع العدالة والخير بداخل الشرائح المستهدفة .
5- البقاء :
لا شك أن حرص الجميع على البقاء يشكل محركا وجدانيا لدعم أى قضية رأى عام ، سواء كان هذا البقاء ماديا أو معنويا .
6- الإستقرار :
الإستقرار مطلب جماهيرى وهو المناخ اللازم للهدوء وراحة البال ، ومتى كانت قضية الرأى العام التى تبنيها وتتبناها أجهزة العلاقات العامة الداخلية ترتبط إرتباطا واضحا بتحقيق الإستقرار ، فإن الجماهير لن يهدأ لها بال حتى تنجح قضية الرأى العام هذه .
ولكن هنا سؤال يطرح نفسه ، كيف تقوم أجهزة العلاقات العامة ممثلة فى العلاقات العامة الداخلية بالعمل الميدانى مع الجماهير على الملفات الثلاثة المعرفى والمهارى والوجدانى ؟
هذا ما سنعرفه فى البحث الثالث من سلسلة بناء الرأى العام ، فأنتظرونا إن شاء الله

 

اترك رد