مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

«بعد النهاية» بداية قوية لندى يسري في هيئة الكتاب

كتب – صبري زمزم:

بمكتبة الهيئة العامة للكتاب بوسط البلد أقيمت ندوة أدبية تثقيفية لمناقشة وتوقيع أول مجموعة قصصية لندى يسري مدرس الأدب العبري بجامعة الإسكندرية. أدارت الندوة الكاتبة الصحفية والناقدة هالة فهمي التي أشادت بالمجموعة، وأوضحت أن براعة الكاتبة لا تدل على أن هذه أول تجربة قصصية وأول كتاب إبداعي يصدر لها، لأن أسلوبها وأدواتها التي تستخدمها ببراعة تؤكد ذلك، وأشارت إلى فكرة اختيار بعض الأفلام تصنع لها نهايات أخرى اتساقا مع عنوان المجموعة بعد النهاية مثل لا أنام ودعاء الكروان،والباب المفتوح، وشباب امرأة، وفتاة الاستعراض وهي فكرة جديدة وتناولها جيد.

أما د. محمد عبدالله حسين أستاذ النقد بكلية دار العلوم جامعة المنيا فبدأ بتحليل الغلاف وألوانه وتصميمه ثم أتبع ذلك بالوقوف أمام إهداء الأديبة المجموعة لجدتها لأن الجدة هي مصدر الحكايات والحواديت لكثير منا، وأشارة إلى من أجمل قصص المجموعة ذاكرة معدنية، لعامل كارتة يجلس في قفص معدني طوال ساعات عمله يراقب السيارات وما فيها ويفرز السيارات بألوانها وركابها وما فيها من فتيات ونساء، وهي قصة تشبه روح قصص يوسف إدريس التي تنطلق من الألم والمعاناة، والقدرة على التكثيف التي تشي بالتمكن من أدوات الحكي والبراعة في السرد.

 

قد يهمك ايضاً:

مصر تعزى إثيوبيا فى ضحايا الانهيارات الأرضية

وأبدى د. عبدالله عبد الحليم أستاذ الأدب الحديث بكلية الآداب جامعة حلوان، ملاحظات منها أن الكاتب لا بد أن يمر بمرحلة البواكير ثم النضج ثم الاستواء الفني، ولكن الأديبة ندى يسري وجدت أن هذه بداية رائعة تشير إلى موهبة فطرية عندها، فالموهبة لا تكتسب ولكن تصقل وتنمى وتطور، فالعنوان يشد الانتباه، استخدام الجملة الاستفهامية في القصص يثير الانتباه وخيال القارئ، واستخدام اللغة العامية في الحوار صار شائعا في معظم القصص القصيرة في هذه المرحلة التي نعيشها، استخدام الأغنية طيري يا طيارة كان استخداما جميلا له دلالاته في موضعها، أضاف للقصة، استخدام الجمل الموروثة أو اللغة «الفصعامية» المزيج بين العامية والفصحى وأنصحها بالتزام الفصحى، والتكثيف عندها عال جدا و هو أصل لغة القصة القصيرة، لأنه لا مجال للإطناب والإ طالة والإغراق في التفاصيل.

أكد الناقد الأدبي صبري زمزم مدير تحرير الأهرام أن هذه المجموعة تحمل فكرة عبقرية غير مسبوقة، بدأتها بمجموعة من القصص القصيرة بعضها قصيرة جدا وبعضها ومضة تتراوح بين علاقات الرجل بالمرأة بشكل متناقض بين الطرفين أستاذ وتلميذته، مديرة متصابية ومرءوسها الشاب، وأخري تحمل معاناة لأبطالها، ثم نفاجأ في النهاية بما بعد النهاية، وما يعنيه عنوان المجموعة حيث ابتكرت امتدادا لبعض الأفلام وصنعت لها نهاية مبتكرة من خيالها لتربط هذا بكلمة في المقدمة كتبتها في صفحة البداية، ليست هناك نهاية واحدةلكل قصة نحن فقط نتخير النهاية التي تريحنا أو نراها مناسبة فخلقت نهاية جديدة كامتداد بعد نهاية أفلام كلاسيكية منها الباب المفتوح ودعاء الكروان وفي شباب امرأة جعلت إمام يقع ضحية من جديد لشفاعات أخرى نتيجة لولعه بهذا النموذج الأنثوي الآسر، وقدمت امتدادا لنادية بطلة فيلم «لا أنام» التي برغم نجاتها من الحريق إلا أنها تستمر في هوايتها الشريرة بنثر بذور المشاكل بين ابنها وزوجته، وإن كنا استمتعنا بالأفلام وبالقصة فإننا نتساءل ماذا عن الشباب الصغار الذين لم يشاهدوا هذه الأفلام؟.

التعليقات مغلقة.