مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب: إلي أين تسير القافلة ؟

 

قد يهمك ايضاً:

منصة إلكترونية لمكافحة الاحتيال والنصب على السياح في المغرب…

الغدر الذي يدمر أسرة

تمتلئ النفس حسرة وألماً وهي تتأمل جلياً في كثير من الظواهر السالبة التي يضج بها واقعنا وقد إمتلأوفاض بغياب المسؤولية والحس الوطني من نفوس الكثيرين من أفراد هذه الأمة وخاصة أولئك السياسين بمختلف الأحزاب السياسية وكذلك شريحة الشباب التي تمثل أمل وأحلام هذه الأمة نتفق جميعنا حكومة وشعبأ بمختلف توجهاتها السياسية ومواطنين في شتي بقاع هذا الوطن على أن الوضع الإقتصادي لبلادنا الحبيبة لا يسر أحداً فينا ونعلم جميعنا بأن بلادنا تمر بمطبات ومراحل حرجة ولكننا بدلاً من التكاتف والعمل بروح الوحدة الوطنية والحس الوطني الأصيل للثبات والخروج من هذه الأزمات عبر الشورى والرأي والفكر والمؤسسية المنهجية في الإصلاح والتغيير نقف جميعنا في صفوف من التناقضات والأدوار السالبة التي خلقت منا صراعات ونزاعات صرفتنا عن أزماتنا الأساسية وجعلت منا مطامع لقوى خارجية تهدد أمن إستقرار بلادنا
فإلى أين تسير القافلة؟ ومن القافلة؟ وما اسمها؟ وماذا اقصد؟ فأنا اسميها قافلة (الضياع) وهي القافلة التي تسير بنا فنحن ركابها لا نعلم إلى أين هي ذاهبة إلى أي طريق؟ نحن نمشي بالأرض عرضا وطولا ولا نعلم لماذا هي هكذا تسير هل إلى طريق الظلام سائرون أم إلى طريق النور متجهون؟ إن الواقع الذي نعيشه يجعلنا نصمت ويحتم علينا الزمن أن نكتم فلذا نحن نركب القافلة وبلا نقاش وعلى عيوننا قطعة قماش ولونها أسود داكن ولا نسأل إلى أين نحن ذاهبون؟ في طبيعة الحال الشيء الذي يبدأ بالغلط فسينتهي بالغلط نفسه فنحن نسلم أنفسنا إلى هذه الدنيا الفانية ولا نفكر قليلا بالآخرة الباقية نسير مع التطور الذي دهور البعض منا في الحياة بشكل عام فنحن نواكب التطور لحظة بلحظة ولا نفكر بأنفسنا ولو حتى لحظة مع التطور نسير ونحب دائما التغير ولا نعلم ما المصير؟
قديما كان العرب يقولون مقولة ألا وهي مع الخيل يا شقرا فهذه تنطبق على واقعنا وحاضرنا بالرغم من أنها كانت من ماضينا نتبع الآخرين بكل شيء جديد حتى لو كان غير مفيد فهل نسأل أنفسنا سؤالا واحدا وهو هل طريقي الذي أسلكه صحيح أم لا؟ هذه هي الدنيا التي نحن لانريد أن نرحل منها نريد أن نبقى عليها ولا نرضى أن نفارقها نريد أن نتلذذ بها بخيرها وشرها نحن وصلنا إلى حال لا يوصف بالكلام بل الكلام لا يستطيع وصفه لأنه وضع غير مقبول دينيا ولا اجتماعيا ولا حتى شخصيا
بلا شك أغلبنا مررنا بمواقف عديدة واستغربنا من أمور كثيرة فعندما تخرج من البيت وتذهب إلى أي مكان عام ترى أناسا غريبة وعجيبة في الوقت نفسه فعندها العاقل يستغرب يسأل أين هؤلاء من دينهم ومن أهلهم، أناس غريبة في تصرفاتها وفي أسلوبها وفي أخلاقها بشكل عام وعجيبة بأنهم راضون وواهمون ويتبعون شهواتهم لا أستطيع أن أحدد من هؤلاء فهم معروفون ولو كانوا مختبئين فهم يعيشون بيننا وهم منا وفينا فلا نرضى بأن نجعلهم يعيشون على حالهم هذا فندعو لهم بالهداية ولا نملك لهم سوى النصيحة للأسف الشديد وصلنا مرحلة بمجتمعنا تجعل الأعمى يبصر وتجعل الطفل يشيب وتجعل العاقل يجهل والطيب خبيثا نعم هذه القافلة التي تسير بنا فهي لن تتوقف إلى أن يكون أمامها عاقبة والعاقبة هنا معناها مصيبة وبعد ما تحدث المصيبة تكمل القافلة بالسير ولا ندري ما المصير
في ظل هذا الوضع الخطير وفي ظل هذه الظروف المحيطة بنا والعواقب التي تلاحقنا وعندما نقرأ قول الله سبحانه وتعالى «اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُم وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُون» فعندها تعرف بأن القيامة على الأبواب حين تأتي لا ينفعك أهل ولا أصحاب فيجب عليك أن تجهز الذهاب فإذا سئلت فترد بجواب وقبل الختام والسلام فهل تستطيعون أن توقفوا تلك القافلة وأن نجعلها تأخذنا إلى الطريق الصحيح أم نجعلها تسير بطريقها الذي ليس آخر فالمسؤلون في الحكومة يعجزون تماماً بسبب صراعاتهم المختلفة في إخراج الفاسدين من بينهم وابعادهم تماماً عن مصالح العبادوالبلاد حيث يواصل ضعاف النفوس الصيد في الماء العكر ويكنزون الأموال ولا يعلمون أنهم يطوقون أنفسهم بما لن يطيقونه يوم العرض على رب السموات والأرض وبعضهم يسيئون للسلطة بتصرفاتهم ويتسببون في وصف أحزابهم السياسية بالفساد ولا يرتقون لمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم والتي هي مسؤولية أمام الله عزوجل قبل أن تكون أمام قياداتهم العليا
لابد من وقفات مع النفس للتصحيح عبر الإخلاص والوفاء لهذا الوطن وأخص برسالتي جميع الأحزاب السياسية التي تشارك في الحواروهي تمني نفسها بأن تقدم لها الحكومة كل شئ في طبق من ذهب ومتناسية أنها جزء أصيل من المشاركة في الإصلاح والتغيير وأوجه رسالتي للمسؤولين بأن الجدية في الإصلاح تكون عبر انزال معطيات واضحة في أرض الواقع حتي يطمئن الجميع بأن الإصلاح قادم
كلنا يجمعنا هذا الوطن الشاسع الذي امتاز بالصمود والتحمل وكل العالم يعرف سمات وطباع الشعب الذي لا يقبل الانكسار ولا يقبل بالفتن مهما كانت أطفالنا ونسائنا وأهلنا وجيراننا وكل أفراد هذا الوطن هم أمانة في أعناق كل واحد منا فلنتكاتف من أجل الحق ومن أجل الدفع بمسيرة الوطن الى بر الأمان بعيداً عن الفتن والتحريض التي قد تدفع ثمنها البلاد سنيناً عجافاً قادمات وتحسين الإقتصاد ليس بمعجزة ينهزم أمامها علماء الإقتصاد بهذا الوطن ويمكن عبر العقول المشهود لها بالكفاءة والنجاح أن يتم حل هذه الأزمة وتحسين الوضع الإقتصادي ونتق الله عز وجل في أجيالنا ولنحافظ علي مجتمعنا الذي هو بخير طالما تكاتف أهله في درب الحق والايمان
قال تعالى ( لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتي جاء الحق وظهر أمر الله وهم له كارهون ومنهم من يقول إئذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين
فإلى أين تسير القافلة في ظل هذه الحكومة فاقدة البوصلة وفي كل صباح ومساء تتخذ عددا من القرارات المتناقضة والتي تخلف أزمات أصبحت ككرة الثلج تكبر وتزداد يوميا نتيجة عدم قدرتها على تحديد مستقبل الوطن واستبعادهاللمخلصين من أبنائه على النحو الذي يطمحون إليه ويريدونه ويتمنونه وتمارس عليهم سياسة فرض الأمر الواقع بقبول ما يعرض عليهم ناسبهم ذلك
أم لم يناسبهم والذي أدى إلى إثقال الدولة والشعب بالعديد من المشكلات التي لا يملك لها احد الحل ولن تسطيع عليها أية حكومة قادمة فإلى أين تسير القافلة في ظل هذه الحكومة التي تستخدم كل الأدوات لتمارس الضغط على الشعب هبوا للاستنجاد برأس الهرم لإعادة توجيه البوصلة للمحافظة على وطنهم وتجبرهم على سجب تواقيعهم على عريضة فيها خريطة لآنقاذ الوضع في ظل ما نشهده من توتر وغياب رؤية والسير نحو المجهول ولأننا نعشق وطننا نقول يجب علينا أن نسير فيما يحفظ وطننا وقيادتنا فقط ولا يجب أن نستلم أونتوقف أونتأثر بما يمارس علينا من ضغوط للنأي بالنفس عن الشأن العام وعلينا الخروج من هذا النفق والإفلات من هذا الكابوس إذا عززنا من تماسكنا ووضعنا حدا لكل الممارسات التي تعصف بالوطن
عموما نحن سائرون في مسيرتنا سائرون خلف قائدنا سائرون في خدمة الوطن تاركين لغيرنا العواء والنباح والنعيق فأعمالنا وإنجازاتنا ومشاريعنا وأفعالنا التي يشار إليها في كل أنحاء العالم اليوم بالبنان هي من تتحدث عنا فالأفعال لا تضاهيها الأقوال

التعليقات مغلقة.