القاهرة “مدينة البعوض” التي صارت “باريس الشرق”

كتب: أحمد آدم

عندما وصف كتاب الغرب القاهرة بقولهم : “خير لك أن تسمع عن القاهرة من أن تراها، وأنها عاصمة البعوض يعيش زائرها طول العام تحت الناموسية”، استثار ذلك حماس الخديوى إسماعيل ، فرد عليهم بقوله “إن القاهرة ستكون قطعة من أوروبا وسوف تكون أجمل من باريس”.

وعند تولي الخديوي إسماعيل الحكم عام 1863 كانت حدود القاهرة تمتد من منطقة القلعة شرقاً، إلي مدافن الأزبكية وميدان العتبة غرباً، ويغلب عليها التدهور العمراني في أحيائها، ويفصلها عن النيل عدد من البرك والمستنقعات والتلال والمقابر، بمساحة لا تتخطي 500 فدان ، وكان تعداد سكانها في ذلك الوقت حوالى 300 ألف نسمة.

حين قام الخديوي إسماعيل بزيارة لباريس عام 1867 لحضور المعرض العالمي، طلب من الإمبراطور نابليون الثالث أن يتولى المخطط الفرنسي “هاوسمان” الذي خطط باريس، تخطيط القاهرة الخديوية ، وفي مقابلة التكليف بين الخديوي إسماعيل وهاوسمان، طلب منه الخديوى اسماعيل أن يحضر معه إلى القاهرة كل بستاني وفنان مطلوب لتحقيق خططه، وقال عبارته الشهيرة “من يشرب من ماء النيل، فسيعود له المرة تلو المرة”.

أعلن الخديوي اسماعيل مشروعه في تخطيط القاهرة على الطراز الباريسي، واستقدم من أوروبا عمالقة التصميم المعماري، وبدأوا في تنفيذ حلم إسماعيل في جعل القاهرة “باريس الشرق”.

تنفيذ المشروع استغرق خمس سنوات، ونجح هاوسمان فى تحويل القاهرة إلى تحفة حضارية تنافس أجمل مدن العالم، ليطلق عليها كتاب الغرب حينذاك “باريس الشرق” .

اتخذ الخديوي اسماعيل ضمن خطة التطوير قرارا بتغيير مسار النيل ومجرى المياه بدلا من مروره بمنطقة بولاق الدكرور وبمحاذاة إمبابة أصبح يسير في مجراه المعروف حاليًا.

ردم البرك والمستنقعات وفي مقدمتها بركة عابدين التي كانت تحتل موقع الميدان الحالي، وبركة الأزبكية التي تحولت لأهم حديقة في القاهرة تحفها المسارح ، بينما حلت الميادين محل باقي البرك مثل ميدان العتبة الخضراء وميدان الأوبرا، وميدان باب الحديد، وميدان سليمان باشا .

هكذا أصبحت القاهرة أجمل مدن العالم في عهد الملك فؤاد الأول بعد أن حولها الخديوى اسماعيل عاشق مصر من مدينة البعوض إلى أجمل مدن العالم ( باريس الشرق ) !!

انه العهد البائد يا سادة !! والسؤال هل ظلت القاهرة أجمل مدن العالم بعد أقل من مائة عام ؟ الإجابة : انظر تصنيف مدن العالم.