بقلم الأستاذ الدكتور -هشام فخر الدين :
لعلنا نتفق عزيزى القارىء أن المرض النفسي واحداً من القضايا الصحية الأكثر أهمية وتعقيداً في العصر الحديث، حيث يؤثر على ملايين الأفراد حول العالم بمختلف الأعمار والخلفيات. ويتجلى المرض النفسي في اضطرابات تؤثر على التفكير، المشاعر، السلوكيات، مما ينعكس سلباً على حياة الشخص اليومية وعلاقاته الاجتماعية وأدائه المهني.
مما يجعل تناول الأمراض النفسية ضرورة ملحة لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتعزيز الوعي بخطورتها، ففي حين يُنظر إلى الأمراض الجسدية بعين الاهتمام، تُواجَه الأمراض النفسية غالباً بالإنكار أو الوصمة الاجتماعية، مما يعوق الكثيرين عن طلب العلاج المناسب. حيث إن فهم أسباب هذه الأمراض، التي قد تكون بيولوجية، نفسية، أو اجتماعية، والتعرف على طرق علاجها مثل العلاج النفسي أو الدوائي، يعد الخطوة الأولى نحو تحسين جودة حياة الأفراد وتعزيز الصحة النفسية في المجتمع.
وتمثل العقد النفسية إحدى الظواهر العميقة التي تعكس تأثير التجارب الحياتية السلبية على النفس البشرية. حيث تنشأ هذه العقد نتيجة مواقف أو صدمات، تركت بصمات عميقة في العقل الباطن، مما يؤدي إلى أنماط سلوكية أو مشاعر غير واعية تؤثر على حياة الفرد وتفاعله مع محيطه. وعلى الرغم من أن العقد النفسية قد تبدو غير مرئية، إلا أن آثارها تظهر بوضوح في طريقة تفكير الأشخاص، قراراتهم، وعلاقاتهم بالآخرين. فهي قد تعيق تحقيق الأهداف، وتسبب القلق أو الاكتئاب، وتؤدي إلى عادات سلبية يصعب التخلص منها.
لذلك فإن فهم هذه العقد ومعالجتها خطوة أساسية لتحسين الصحة النفسية، وبناء شخصية متوازنة قادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة وإيجابية. من هنا