مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الصحة النفسية … الاضطراب الذهاني المشترك.. حلقة 51

بقلم دكتور – هشام فخر الدين:

فى حلقة جديدة للغوص فى بحر الأمراض النفسية النادرة والخطيرة فى الوقت ذاته. ومنها ما بين أيدينا الاضطراب الذهاني المشترك، والذى يمثل حالة نفسية تتسم بفقدان الاتصال بالواقع، وظهور أفكار وتصورات خيالية غير واقعية. ويمكن أن يكون هذا الاضطراب معقداً ومتنوعاً، ويختلف من شخص لآخر، إلا أنه فى الغالبية يشمل عدة أعراض مشتركة منها

الهلوسات والتى تمثل الأفكار الوهمية التي لا أساس لها في الواقع، مثل سماع أصوات غير موجودة أو رؤية أشياء غير موجودة.

مع انعدام الواقعية حيث يفقد الشخص القدرة على تمييز ما هو حقيقي وما هو وهمي، وقد يؤدي ذلك إلى سلوك مرضى. فضلا عن الإنخراط في عوالم خيالية حيث يمكن للأفكار والتصورات الخيالية أن تسيطر على حياة الشخص المصاب وتجعله يعيش في عوالم موازية. مع انعدام الدافع، حيث يمكن أن يؤدي الاضطراب الذهاني المشترك إلى فقدان الاهتمام بالنظافة الشخصية والعناية بالنفس.

فضلا عن الإنخراط الاجتماعي الضعيف، فقد يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب الذهاني من صعوبة في التفاعل مع الآخرين والمحافظة على علاقات اجتماعية صحية. بالإضافة إلى اضطرابات في العمل والحياة اليومية، حيث يمكن أن يكون لهذا الاضطراب تأثير سلبي على القدرة على القيام بالمهام اليومية والحفاظ على وظيفته.

والوهم مثل الأفكار الخيالية الخاطئة وانفصام الذهن، ويمكن أن تكون هذه الأفكار الخيالية إيمانات غير صحيحة، مثل الاعتقاد بأن الآخرين يتجسسون عليه أو يتآمرون ضده. بالاضافة إلى أن انفصام الذهن يمكن أن يظهر الشخص المصاب بالاضطراب الذهاني بشكل غير منتظم في تفكيره ومشاعره، مما يؤدي إلى تشتت وتفكك في الذهن. مع انحدار الاهتمام بالشئون الشخصية والاجتماعية، حيث يمكن أن يؤدي الاضطراب الذهاني المشترك إلى الإنعزال الاجتماعي، وفقدان الاهتمام بالنظافة الشخصية والرعاية الذاتية.

قد يهمك ايضاً:

الدعم العيني أم الدعم النقدي

البطالة في المغرب: تحديات الحاضر وأزمات المستقبل

كما تعتبر العوامل الوراثية والبيئية والتفاعل بينهما، أهم العوامل في تطور الاضطراب الذهاني المشترك. حيث يتطلب علاج هذا الاضطراب غالبا تدخلاً متعدد الجوانب، يشمل العلاج الدوائي والعلاج النفسي والدعم الاجتماعي.

فالعوامل الوراثية تلعب دوراً في زيادة خطر الإصابة بالاضطراب الذهاني المشترك، فإذا كان لدي الشخص أحد أفراد عائلته مصاباً بهذا الاضطراب، فــــــــــــ يكون لديه مخاطر أعلى في الإصابة.

فضلاً عن العوامل البيئية والتى تزيد من احتمالية ظهور الاضطراب الذهاني المشترك، فـــــــــــــ التعرض للإجهاد المستمر، والاضطرابات العاطفية الشديدة، وتعاطي المخدرات، والتجارب الصدمية قد تلعب دوراً في الإصابة.

فالتحولات العقلية والكيميائية من العوامل المسببة للمرض، حيث إن توازن الكيمياء في الدماغ يمكن أن يكون له تأثير على ظهور الاضطراب الذهاني، كاضطرابات في النقل العصبي للنيوروترانسميترات مثل الدوبامين يمكن أن تلعب دوراً في تطور الاضطراب. مع بعض الأحداث والتجارب النفسية مثل الاضطرابات النفسية السابقة قد تزيد من احتمالية ظهور الاضطراب الذهاني. فـــــــــــ من المهم فهم أن هذه العوامل ليست مفردة وليست كافية لتحديد سبب محدد للإصابة بالاضطراب الذهاني المشترك. عادةً ما يكون التفاعل بين هذه العوامل هو ما يلعب الدور الرئيسي في ظهور الاضطراب.

فالاضطراب الذهاني المشترك هو اضطراب نفسي خطير يؤثر على تفكير الفرد، وتصرفاته، وطريقة تفاعله مع العالم من حوله. ويتميز هذا الاضطراب بظهور أعراض غريبة وغير واقعية تشمل الهلوسات كالتصورات السمعية أو البصرية غير الحقيقية، فالهلوسات تعتبر هذه الأفكار الوهمية أحادية الاتجاه، مما يعني أن الشخص يعتقد فيها بشدة دون وجود دليل حقيقي.

وتعتمد طرق العلاج النفسي للاضطراب الذهاني المشترك على حالة الفرد وشدة الأعراض وتشمل العلاج النفسي الشخصي العلاج الحديث ويشمل هذا العلاج جلسات منفردة مع الطبيب النفسي. حيث يتعاون الطبيب مع الشخص المصاب لفهم الأفكار والعواطف والسلوكيات التي ترتبط بالاضطراب وتطوير استراتيجيات للتعامل معها. في بعض الحالات. كما يمكن أن تكون الأدوية المضادة للاضطراب الذهاني ضرورية للمساعدة في تقليل الأعراض وزيادة الاستقرار.

 

التعليقات مغلقة.