مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الصحة النفسية .. اضطرابات نمو الجهاز العصبي .. حلقة 37

 

الصحة النفسية .. اضطرابات نمو الجهاز العصبي .. حلقة 37

بقلم دكتور/ هشام فخر الدين

 

دعنا عزيزى القارىء نتفق أن المرض النفسى لايؤثر على المريض فقط ، وإنما على من حوله، لذلك فلابد من تغيير نظرتنا للمرض وللعلاج النفسى، حتى يتحقق الشفاء. ومابين أيدينا هو مرض على قدر كبير من الخطورة، ويعرف باضطرابات نمو الجهاز العصبى، فهو من الأمراض العضوية النفسية، حيث أنه يمثل حالات عصبية، تؤثر في اكتساب المهارات والمعلومات والاحتفاظ بها. وقد تنطوي هذه الاضطرابات على مشاكل في الإنتباه، أو الذاكرة، أو الإدراك، أو المهارات اللغوية، أو مهارات حل المشكلات، أو التفاعل الاجتماعي.  

واضطرابات نمو الجهاز العصبي تشتمل على مجموعة متنوعة من الحالات، التي تؤثر على نمو وتطور الجهاز العصبي للإنسان، وتمثل اضطرابات النمو العصبي  اختلالاً في نمو وتطور المخ والجهاز العصبي المركزي، كليهما أو أحدهما دون الآخر. ويشير الإستخدام الأضيق للمصطلح إلى اضطراب في وظائف المخ، يظهر مع نمو الفرد وتطوره، ويؤثر على العاطفة والذاكرة والقدرة على التعلم والتحكم في الذات.

وتشمل الاضطرابات النمائية العصبية المعروفة الإعاقة الذهنية أو الإعاقة الذهنية والنمائية، والتي كانت تعرف بالتخلف العقلي. مع اضطرابات عجز التعلم مثل عسر القراءة أو عسر الحساب. واضطرابات طيف التوحد مثل متلازمة أسبرجر أو اضطراب التوحد. والاضطرابات الحركية، وتشمل خلل الأداء التنموي واضطراب الحركة النمطية .واضطرابات التشنج اللاإرادي، وتشمل متلازمة توريت.

وإصابات الدماغ الرضية بما في ذلك الإصابات الخلقية كتلك التي تسبب الشلل الدماغي. واضطرابات التواصل والكلام واللغة. والاضطرابات الوراثية، مثل متلازمة الكروموسوم إكس الهش، ومتلازمة داون، واضطراب نقص الإنتباه مع فرط النشاط، والفصام، واضطراب الشخصية الفصامي النوع، إضافة إلى متلازمات قصور الغدد التناسلية.

 

 

 

قد يهمك ايضاً:

منصة إلكترونية لمكافحة الاحتيال والنصب على السياح في المغرب…

الغدر الذي يدمر أسرة

والتي في مجملها قد تكون نتيجة لعوامل وراثية أو بيئية. فهناك  اضطرابات النمو العصبي الخلقي، والتي تحدث نتيجة لاضطرابات في التكوين الجيني أثناء التطور الجنيني، ومنها متلازمة داون. ويمكن أن تسبب اضطرابات النمو العصبي الناشئة عن الطفرات الجينية النادرة وظيفة معرفية غير نمطية وإعاقة ذهنية وتأخر في النمو، ومع ذلك فمن غير الواضح سبب وكيفية حدوث ذلك. ولقد اشتبه العلماء في حدوث طفرة في مجموعة من البروتينات يمكن أن تكون السبب في مجموعة من الاضطرابات الوراثية النادرة. 

ويتعلق السبب الجذرى بمجموعة من البروتينات تسمى مركب SNF/SWI، والتى تشارك فى تنظيم الحمض النووى، وعند حدوث طفرة ترتبط بمتلازمة نيكولايدس بارايتسر، ومتلازمة كوفين سيريس والتوحد وحتى بعض أنواع السرطان. وتعيد هذه المجمعات حزم وإعادة تشكيل الحمض النووى فى النواة، إما لتمكين أو منع الوصول إلى الجينات. ومع ذلك لا يعرف العلماء كيف تؤثر الطفرات فى الوحدات الفرعية لمركب SNF/SWI على وظيفته.

أيضاً التأخر العقلي والتطوري وينتج عن أسباب مختلفة تشمل العوامل الوراثية والبيئية، ويؤدي إلى تأخر في التحرك والتواصل والقدرات العقلية. واضطرابات النمو العصبي الناتجة عن الإصابات والعوامل البيئية منها السكتة الدماغية أو الإصابة بمواد كيميائية ضارة. أيضاً اضطرابات التوحد واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط واضطرابات التواصل.

وتتنوع طرق علاج اضطرابات نمو الجهاز العصبي، والتي تعتمد على نوع الاضطراب وشدته، وتشمل عادة مجموعة من الطرق العلاجية المتكاملة، التي تستهدف تحسين الحالة وتعزيز جودة الحياة. ومنها العلاج السلوكي التربوي حيث يستخدم هذا النوع من العلاج تقنيات تعليمية وسلوكية لتعليم المهارات الحياتية الأساسية، وتعزيز التفاعل الاجتماعي، والاتصال لدى المريض.

 فضلاً عن العلاج الدوائي حيث أنه في بعض الحالات قد يوصي الطبيب بتناول أدوية معينة، لتقليل الأعراض المرتبطة ببعض اضطرابات نمو الجهاز العصبي، مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. أيضاً العلاج النفسي والتوجيهي حيث إن العلاج النفسي مفيداً في مساعدة الأفراد على التعامل مع التحديات النفسية والعاطفية المرتبطة بالاضطراب.

 

وهناك العلاج الطبيعي والتقويمي، حيث يكون العلاج الطبيعي والتقويمي مفيداً في تحسين القدرات الحركية والعضلية لدى المرضى. مع الدعم الاجتماعي والتعليمي والذى يلعب دوراً فاعلاً من جانب العائلة والمجتمع والمدرسة، في تقديم الدعم اللازم وتعزيز التقدم والتحسين لدى المرضى.

 فضلاً عن التدخلات التعليمية المبكرة والتى تتضمن التدريب المبكر على المهارات الأساسية مثل التواصل والحركة، ويمكن أن تساعد في تحسين نتائج العلاج على المدى الطويل. مع العلاج الخاص بالتغذية، حيث يلعب النظام الغذائي دوراً في تحسين الأعراض لدى بعض المرضى، وقد يوصي الطبيب بتغييرات في النظام الغذائي أو بتناول مكملات غذائية معينة.

وهناك التدخلات الجراحية في بعض الحالات النادرة، لتصحيح مشكلة معينة في الجهاز العصبى. والعلاج النفسي للعائلة له دور هام في تقديم الدعم لأفراد الأسرة، وتعزيز الفهم والتعامل مع الاضطراب.

 

التعليقات مغلقة.