مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الدوري المصري.. من ملاعب التراب إلى أعمدة المجد

امير نزيه:

‏قبل أن تنطلق صافرة الجولة الأولى في الموسم الجديد، يعود بنا الزمن إلى البدايات.. حيث بدأت الحكاية قبل أكثر من 75 عامًا، يوم اجتمعت الكرة المصرية على حلم دوري موحد، فكان “الدوري العام” هو المشروع الوطني والرياضي الأهم بعد ثورة الرياضة في منتصف القرن العشرين.

‏ البدايات.. أول موسم 1948–49

‏انطلق الدوري المصري الممتاز رسميًا في أكتوبر 1948، بمشاركة 11 ناديًا، أبرزهم الأهلي، الزمالك، الترسانة، المصري، الاتحاد السكندري، والترام.

‏كان النظام دوريًا من دورين، وجاء الأهلي بطلاً لأول نسخة، بعد منافسة شرسة مع نادي الزمالك (فاروق آنذاك).

‏منذ ذلك الحين، لم يتوقف الدوري المصري إلا في ظروف استثنائية (حروب، أحداث سياسية، أو توقفات تنظيمية).

‏ الأبطال عبر التاريخ

‏الأهلي هو النادي الأكثر تتويجًا: 44 لقبًا حتى نهاية موسم 2024–25.

‏الزمالك ثاني أكثر الأندية تتويجًا: ⚪ 13 لقبًا.

‏أندية أخرى حصدت اللقب:

‏الإسماعيلي (3 مرات)

‏غزل المحلة (مرة واحدة 1972–73)

‏المقاولون العرب، الترسانة، والاتحاد شاركوا في صدارة المشهد لكن دون تتويج.

‏ تطور شكل المسابقة

‏في البداية كانت الفرق قليلة وعدد الجولات بسيطًا.

‏بعد عقود من التوسع، أصبح الدوري يضم 18 فريقًا رسميًا، بل وتجاوز هذا الرقم في بعض المواسم.

‏شهد النظام فترات تغيير: دور واحد، مجموعتين، دوري بلا هبوط، ثم العودة إلى الصيغة الكلاسيكية.

‏ محطات لا تُنسى

قد يهمك ايضاً:

‏موسم 1972–73: تتويج غزل المحلة في مفاجأة تاريخية.

‏مواسم التوقف (مثل 2012 و2013) بسبب أحداث بورسعيد والأوضاع الأمنية.

‏ظهور فرق جديدة أحدثت ضجة مثل: إنبي، حرس الحدود، المقاولون، وطلائع الجيش.

‏دخول عصر “الاحتراف الشكلي” في العقدين الأخيرين، وتأسيس رابطة الأندية في 2021.

‏ الدوري والمجتمع المصري

‏الدوري لم يكن مجرد مباريات، بل مرآة للمجتمع المصري:

‏في فترة الستينات كان يمثل الفخر الوطني بعد الانتصارات الإفريقية.

‏في التسعينات كان صورة لاحتراف أول جيل ذهبي، وعلى رأسه حسام حسن وحازم إمام.

‏ومع ثورة يناير وبعدها، صار الدوري يعيش تقلبات البلاد، من التجميد إلى العودة بجمهور محدود.

‏ الدوري المصري اليوم

‏مع انطلاق موسم 2025–2026، يدخل الدوري مرحلة جديدة من التحديث:

‏تطوير البنية التحتية لبعض الملاعب.

‏بث رقمي أفضل على المنصات.

‏خطوات أولى في التنظيم الاحترافي لرابطة الأندية.

‏وعودة تدريجية للجماهير التي تبقى الروح الحقيقية للمسابقة.

‏كلمة أخيرة: الماضي يُلهم المستقبل

‏تاريخ الدوري المصري ليس مجرد أرقام وبطولات، بل حكاية وطن يكتبها جيل وراء جيل..

‏والسؤال الآن: من يكتب الفصل الجديد في موسم 2025–26؟ هل يستمر الكبار في فرض سيطرتهم؟ أم نشهد بطلًا جديدًا يصنع التاريخ؟

‏الملعب وحده يحمل الإجابة.. والموعد يقترب.

التعليقات مغلقة.