مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الحياة السياسية مابين الواقع والخيال!!!

11

بقلم :أماني النجار

محاصرون هذه الأيام بزخم من الأخبار السياسية والتي باتت شغل المواطن بكل فئاته حتى البسيط وذلك نظراً لقدوم استحقاق انتخابات مجلس النواب الذي نحن على أعتابه في أواخر شهر أكتوبر المقبل.

أصبحت أخبار البرلمان ونوابه السابقين وأعوذ بالله من مصطلح سابقين فليس له لدينا أي محل من الإعراب والمرشحين الجدد والأحزاب وماأدراك ما الأحزاب والقوائم والطعون  خُبزنا اليومي الذي نأكله ، فهناك أفران ومخابز أعدت خصيصاً من أجل حرفية صناعته وها هو كل مخبز يتفنن في أن يخرج لنا أشكالاً مختلفة من صنيع يده حسب رؤيته و أيديولوجياته و قناعاته التي يؤمن بها أو حسب المهمة التي كُلف بها بغض النظر عن القناعات  فهو في الأصل مجرد خباز  وللأسف هم كُثر.

ومابين كل هذا الكم الهائل من المخبوزات السياسية التي تحاصرنا تلك الأيام تتوه أحلام المواطن البسيط وتندثر ولا يصبح لها تواجد على البسيطة ، هل لأن أحلام البسطاء  أصبحت هينة  لا ينظر إليها ، أم لأننا تعودنا على نوعِ واحدِ من الخُبر ألفناه وأصبحنا لا نستطيع أن نستسيغ غيره فما عادت أفمامنا تلوكُ  غيره وما عادت أمعاؤنا تهضم سواه .

ويتساءل البعض عن أي خيال وأحلام تتحدثين ؟؟

انتخابات برلمانية ومرشحين وأحزاب قمة وقاع وقبة برلمانية وحصانة ونفوذ وانتي تتحدثي عن الخيال والحلم  بل وتلحقيه بالسياسة عن أي هراء تتحدثين ؟؟؟!!!

ويسخر البعض إنكِ لتأتيين درباً من دروب الخيال !!!!

لا والله يامن تسخر مني فما كنت لأهزي ولم آتِ درباً من دروب الخيال

نتأفف جميعاً ..نغضب مع كل تصفح نتصفحه على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات السوشيال ميديا التي باتت تعج بالمرشحين وأخبارهم ، وواقع الأمر نحن لانغضب من كثرتهم العددية ففي التعدد دائماً فرصة أكبر للإنتقاء فكلما كَثُر المعروض كلما زادت فرص الإختيار ، ولكن كل ما يجعلنا نضيق هو محاولات التضييق وفرض أسماء بعينها على إرادتنا والإسم أنها انتخابات .

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

فكلمة انتخاب تعني اختيار من متعدد … ومن المنطقي والبديهي  لكي يتم الإختيار أن تكون هناك معايير يتم الإختيار بناءاً عليها وها هو مربط الفرس ، وهنا يأتي السؤال

على أي أساس تعاد علينا الكره على أي أساس تفرض علينا أسماء ووجوه ما جاءت إلينا إلا عن طريق المصالح الفجة والمحسوبيات والمال السياسي فكر عقيم ورؤى متخلفة سئمناها على مدار أعوام وأعوام .

أصبحت الحقيقة مجرد مزاد وأصبحنا أرخص من أن يكون لنا مجرد رأي

كيف لنا بنواب لم يستطيعوا أن يقدموا للصالح العام  على مدار عام أو عامين بل والله أستحي وأنا أقول دورة برلمانية كاملة أو دورتين أي شيء يذكر .

ألا تستحوا يامن بيدكم الأمر من الزج بمثل تلك النماذج ثم تطلقوا الصيحات هلموا وأقبلوا وشاركوا.

هل النماذج المعروضة علينا على الساحة من بعض التكتلات الكبرى هي التي ستعوضنا عن برلمان 2015 الذي شهد له الجميع أنه كان مخيباً للآمال .

للأسف نظل على مدار خمسة أعوام نحلم ونتخيل القادم  وهذا هو أبسط حقوقنا المشروعة ثم بجرة قلم تغتالون الحلم بوجوه عليها غبره .

إن كانت هذه هي إختياراتكم  وهذه هي الحقيقة التي ترونها.

فشرف لنا أن نحلم ونتخيل ونسعى لتحقيق الحلم في أن يكون لنا مجلس نواب نفخر به يتناسب مع مصر وشموخها وحضارتها وشعبها ورئيسها بعيداً عن كل المزايدات والمحسوبيات والموروثات التي عفى عليها الزمن ووأْدناها  وأْداً جميلا.

فهنيئاً لي بحلمي وخيالي ولا مرحباً لكم بحقيقتكم السراب .

 

اترك رد