مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

التمثال

1

بقلم – صابر الجنزورى

قد يهمك ايضاً:

مهرجان دبي للكوميديا 2024 يستضيف مجموعة جديدة من نجوم…

تعاون استثنائي بين “دو” و”شاهد”…

أنا أحبك أكتر من روحى ونفسى..
قالتها وعيناها تنطق بشوق جارف ولهفة عليه !
سألها : وهل تحبيننى أكثر من جسدك ؟
أجابت : جسدي يريد الفناء فيك ،
نذوب معا فى عشق أبدي .
قال : إنها الغريزة .
تساءل :
كيف يكون الحب منزها عن الغرض و الغريزة ؟
قالت :
“الحب نقاء والغريزة بقاء”
وكلاهما يكمل الأخر ولا أريد غيرك يكتمل به وجودى .
كانت تحيره بجمالها ونقائها وشفافيتها وفطرتها..
هو يريدها هكذا ، يريد فطرتها و نقاءها ،
وليس جسدها !
يشعر أنه سوف يحزن إذا ما رأى هذا الجمال عاريا ..
إنها إلهة الحب عنده ، ولا يصح للإلهة أن تتعرى !
كل المحبين يتألمون بسبب الغريزة ،
يالها من وهم كبير..يقولها فى أسى ..
هتف صوت غاضب من صدره الضيق :
” كل الأقنعة التى نرتديها تسقط عندما نتجرد من أرديتنا ونعشق الجسد “.
– هون على نفسك واحتفظ بأفكارك ولا تبح بها فقد يظنونك مجنونا .
– أنت تدعين الحب من أجل الزواج ؟
– الزواج حب بين رجل وامرأة.
– إنه من أجل الغريزة والبقاء على الجنس البشرى .
– انت لا تحبني كما أحبك!
– أحبك ولكن ليس بنفس طريقتك..
تزوجت من يبحث عن بقاء النوع ، أنجبت ، عاشت بدون حب !
ظل يبحث عن ضالته المنشودة ،كلما ظن أنه عثر عليها وصنع تمثالا لإلهته الجديدة يتحول ظنه إثما ويصير سرابا وكلما مشى إليه لم يجده .
فيعود إلى تمثالها ..
يحدثها وقتما يشاء ويتخيلها كما يشاء.
تزوج ..
تعرت أفكاره ..
سأل التمثال : هل وجدت السعادة ؟
كان محتقنا لايستطيع البوح !
استدعى ذاكرته الأولى،
ومن نافذة الوجد طل وجهها ،
حاول الهروب ،
طاردته روحها ،
استسلم !
هام فى دروب البقاء
يبحث عن إلهة جديدة
وتمثال آخر …

اترك رد