أحمد سلام يكتب الشاعر أمل دنقل في ذكراه

بقلم أحمدمحمودسلام

لو لم يكتب سوي قصيدة لاتصالح لكفاه فقد وثق خيانة العهد وحتمية أن يكون الرد بقدر الجرم .
….هنا إسرائيل السلام يستحيل ومهما قيل من كلمات شجب واستنكار وإدانة فلن يشفي ذلك الغليل .
… المشهد ثابت منذ ماقبل نكبة إعلان قيام دولة إسرائيل ويستمر لأجل علمه عند الله .
… تلك كلمة حق
عن الشاعر أمل دنقل في ذكراه ال 42
التي تحل 21 مايو 2025
…وقد لقي ربه عام 1983 بعد صراع مع المرض في ريعان شبابه.
….تتواكب ذكري الشاعر الذي جاهر بأنه لاجدوي من أن تصالح من لا عهد لها ولا أمان مع حرب إبادة جماعية لشعب أعزل تخوضها إسرائيل .
… بدعم سافر من داعم دائم يدعم الظلم بشتي السبل سياسياً واقتصادياً وعسكرياً
….المحصلة دولة مارقة أبدت في فلسطين إلي يوم بعث لحطين.
…. لقد وقر يقينا أن أيقونة أمل دنقل لاتصالح هي التفعيل العملي لمقولة ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة
….. تلك المقولة التي فعلتها مصر عند شروعها في إسترداد سيناء من خلال العبور العظيم
….. محوا لما جري في5 يونيو 1967
… . لاتصالح
…… تعني أن أسرائبل عدو أزلي
…. رحل ” أمل دنقل ” بعد عُمر قصير وتجربة حياتية مثيرة مؤمناً بالقومية العربية .
….باكيا الحُلم العربي الأسير صارخا بقوة في وجه الظلم والإستبداد
…. لقد ترك كلمات تفيض عذوبة ووطنية معبرة عن زمن جميل مضي بغير رجعة تاركاً حُسن الأثر ومرارة”إستحضار” الذكريات .
…….هو صاحب قصائد
لاتصالح والكعكة الحجرية وكلمات سبارتاكوس الأخيرة .
……كل قصيدة من قصائد الشاعر أمل دُنقل بمثابة تأريخ لأيام مصر التي لم تكن يوما سعيدة جراء عثرات وإنكسارات كانت باعثا لقصائد هي من أيقونات الشعر المعاصر.
….. صدق أمل دُنقل عندما قال:
لاتصالح ..
..ولو منحوك ذهب !..
..أتري حين أفقأ عينيك.
..ثم أثبت جوهرتين مكانهما .
..هل تري؟.
…هي أشياء لاتشتري !!
..
… وقد “صالحنا ”
….وتصالح العرب في مواضع تعددت
وبقيت أرض العرب تحت أسر الدولة العبرية.
… وتتوالى مشاهد التصالح .!
…… لقي “أمل دنقل “ربه بعد صراع مع المرض
حيث كان يعالج من مرض السرطان اللعين
وقدحملت غرفته التي كان يعالج فيها وتحمل رقم 8.
…… كتب بها قصيدة أوراق الغرفة رقم 8 التي يقول فيها
ضِّد من ؟
–في غُرَفِ العمليات,
…….-كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
……….-لونُ المعاطفِ أبيض,
……….-تاجُ الحكيماتِ أبيضَ,
……..أرديةُ الراهبات
………, الملاءاتُ, -لونُ الأسرّةِ,
………. أربطةُ الشاشِ والقُطْن,
-قرصُ المنوِّمِ,
أُنبوبةُ المَصْلِ,
-كوبُ اللَّبن,
……..-كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
………-كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!
……….-فلماذا إذا متُّ.. يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ.. بشاراتِ لونِ الحِدادْ ؟!
…….–هل لأنَّ السوادْ.. هو لونُ النجاة من الموتِ, لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ
…………, ضِدُّ منْ.
. ومتى القلبُ – في الخَفَقَانِ – اطْمأَنْ؟!
… بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء.. الذينَ يرون سريريَ قبرا –
-وحياتيَ.. دهرا
………. وأرى في العيونِ العَميقةِ –
-لونَ الحقيقةِ لونَ تُرابِ الوطنْ !
…..أليمة هي الكلمات موجعة .
…… لا تصالح أيقونة خلدت شاعر
…… في ذكراه.. أمل دنقل
…. دوام الحضور في ذكري الغياب .

#أحمد_محمود_سلام
21/5/2025