بقلم – ماجد حميد الغراوي..بغداد
حالة ضجر مريب تعاوده وهو ملقى على سريره ،
فتأتيه الرؤيا المتكررة ، فرار من مجهول اسود في
اروقة الدار المتردية ، بين الغرف المتداخلة ببعضها
والممر الطويل الذي يفضي به الى الحمام الملطخة
جدرانه بالدماء المسفوحة على الارض ، وعلى
الارضيّة في الجانب الاخر هناك راس أمه المذبوح ،
السابح بدماءها ، وشعرها المبعثر ، عيناها مفتوحتان ،
وكأنها تنظر اليه فتثير في قلبه ونفسه الفزع ،
وعلى الجانب الاخر قرب الجدارالمقابل قطعت أرجلها
وكفيها .
حاول ان يسيطر على ارتجافة سرت في جسده ،
وخوف مَلأَ كيانه المنهار ، وان يصرخ بكل ما اوتي من
قوة لعل الصراخ يداوي أعماقه من الرعب ، ومن الخيبة
التي تحيط به ولكنه لم يستطع الى ذلك سبيلاً ففمه
مشلول ؛ ولسانه معقود عن الكلام وفكره مشوش
وأرادته مسلوبة فلا صوت ولا همس له ، كأن دهراً من
الاسى والنواح الأبكم قد مربه على صخب سمفونية
الجنون ، حتى فتح عينيه على سقف الغرفة وجدرانها
العارية وتحسس سريره ،وتلمس جبينه الذي يتصبب
عرقاً ، متحسساً وهج اليقظة ، وعودة الوعي له، قد
صحا من كابوس غفوته ودقات قلبه تتسابق وتردد
بالحقيقة أصداء الخوف والقلق على أمه الحنون
والشوق اليها في ان واحد.