مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

النفاق وخطره على المجتمع.. خطبة للداعية الدكتور أحمد علي سليمان

11

كتب: عبد الرحمن هاشم

قد يهمك ايضاً:

أكد فضيلة الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الإسلام جاء الإسلام لإصلاح النفس والكون وإسعاد الحياة، فما من خصلة من خصال الخير؛ إلا وأمر بها؛ وحث عليها، وما من خصلة من خصال الشر؛ إلا ونهى عنها وحذر منها.
وأشار في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم 16 ذو القعدة 1440هـ 19 يوليو 2019م من فوق منبر مسجد حسن الشربتلي بالتجمع الخامس في القاهرة الجديدة بدعوة كريمة من رئيس اللجنة الدينية أ.د/ محمود الصاوي، والتي جاءت تحت عنوان (النفـــاق والخيـــانـة وخطرهما على الأفراد والدول) إلى أن منظومة القيم التي جاء بها رسولنا الكريم هي الأساس والقاعدة العامة التي يلزم أن تكون موجودة وفاعلة ومؤثرة لكي ينهض المجتمع ويتقدم ويزدهر.. وتساءل: ما فائدة البناء والإعمار إذا كانت ذمة المهندس الذي بناه خربة، وما فائدة العلاج إذا كانت ذمة من صنعه خربة، وما فائدة الطب إذا كانت ذمة الطبيب المعالج خربة أو كان من الخائنين.
ما فائدة التعليم إذا كان المعلم يفتقد للقيم، لذلك كله كان المسلمون العالم الأول.. وأسسوا حضارة شامخة زاهرة علمت الدنيا وأضاءت يوم أن التزموا بالقيم التي جاء بها الإسلام الحنيف.
وبناء على ما سبق حرَّم الله السرقة حتى لا نأخذ حقوق غيرنا ونتكاسل عن العمل ويضمحل المجتمع، وحرَّم الشقاق لأنه يزرع الكراهية، ونهى عن الجدال لأنه يضيع أوقات الناس ويعطل العمل، ونهى عن الزنا لأنه يقضي على مؤسسة الأسرة ويقضي على سلامة النسب ويؤدي إلى اختلاط الأنساب وكثرة الأمراض، وحرَّم اللواط لأنه ضد الفطرة التي خلق الله الناس عليها، وحرَّم النصب لأنه يزرع اليأس في المجتمع، وحرَّم الكذب لأن يُخرج الإنسان عن دائرة الإيمان، وحرَّم شهادة الزور لأنها تتسبب في تضييع الحقوق…
وحرَّم النفاق لأنه من أخطر الأمراض القلبية التي تعصف بحقيقة الإيمان وهو آفة اجتماعية خطيرة تهدد أمن المجتمع، والنفاق خلق ذميم إن أصاب قلبا أمرضه، إن أصاب أسرة فرقها، وإن أصاب مجتمعا أوهنه، وهدد أمنه واستقراره، لذلك ذمه الله وذم أهله في 17 سورة مدنية وفي 340 آية من آيات القرآن الكريم، كما أفرد سورة سماها باسمهم (وهى سورة المنافقون) ليكون الناس منهم على حذر.
وأشار الدكتور/ أحمد علي سليمان إلى أن الله سبحانه تعالى لما ذكر المؤمنين في صدر سورة البقرة ذكرهم في أربع آيات، ثم ذكر الكافرين في آيتين، بينما ذكر المنافقين في ثلاث عشرة آية، إشارة إلى خطورة أقوالهم وأفعالهم على الفرد والمجتمع، وأيضا سوء مصيرهم، وهكذا فالمؤمنين في عليين، والكافرين في النار، أما المنافقون فهم في أسفل النار في الدرك الأسفل منها.
ولقد جاء الحديث عن النِّفاق والمنافقين في أكثر مِن نصف سور القرآن المدني؛ إذ ورد ذكرهم في سبع عشرة سورة مدنيَّة مِن ثلاثين سورة، فيما يقرب من ثلاثمائة وأربعين آية..
فالكافرون المجاهرون بكُفْرهم واضحون وظاهرون، أما المنافقون فمعكم في الدِّيار صباحًا ومساءً، يعيشون بيننا ويأكلون طعامنا ويشربون شرابنا ويعرفون أسرارنا ويدلون العدو على عوراتنا.
والمنافق كما قال الإمام النووي: “هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها” فهو ذو الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه؛ بل إنني أكاد أجزم أن بعض المنافقين في هذا العصر لهم ألف وجه، ولا هم لهم إلا زرع الفتن في القلوب والنفوس والمجتمعات؛ لذلك حسنًا فعلت وزارة الأوقاف بقيادة وزيرها المستنير الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، حينما اختارت هذا الموضوع لخطبتها الموحدة اليوم لتحذير الناس من هؤلاء الأوغاد، ولوقاية الوطن من شرهم وخبثهم..
وصرح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية د/ أحمد علي سليمان أن الخطبة الموحدة التي تنتهجها الأوقاف أثبتت جدواها خصوصا في تناول الموضوعات الحيوية والحياتية بالغة الأهمية، وأسهمت في بناء وعي ديني، ووعي وطني، وتدريب جمهرة الخطباء على خوض غمار موضوعات مهمة ما كان لكثير منهم أن يطرقوها، بعيدا عن تخويف وترهيب من دين الإسلام الذي أسس حضارة الرحمة، أو تناول موضوعات بينها وبين الواقع طلاق بائن بينونة كبرى.

 

اترك رد