مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

منظمة الصحة العالمية وشركاؤها يتكاتفون في تضامنهم من أجل التغطية الصحية الشاملة

3

كتب: عبد الرحمن هاشم

شارك المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط  الاحتفال بيوم الصحة العالمي لعام 2019، والذي يركز على الرعاية الصحية الأولية باعتبارها الطريق نحو التغطية الصحية الشاملة.

ويؤكد يوم الصحة العالمي 2019 تأكيداً خاصاً على الإنصاف والتضامن – لتعزيز صحة الجميع في أي مكان من خلال التصدي للفجوات في الخدمات وضمان عدم إغفال أحد. وتنسجم هذه المبادئ الرئيسية مع الرؤية الجديد 2023 للصحة العامة في الإقليم، والتي تدعو إلى التضامن والعمل لتحقيق الصحة للجميع بمشاركة الجميع “الصحة للجميع بالجميع”.

لقد وضع قادة العالم غايات رئيسية في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، منها تحقيق التغطية الشاملة. والرعاية الصحية الأولية ركيزة أساسية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة. وفي يوم الصحة العالمي لهذا العام، تحث منظمة الصحة العالمية صانعي القرار على التأكد من ضرورة مراعاة الصحة في جميع السياسات الحكومية، واستثمار مزيد من الموارد في مجال الرعاية الصحية الأولية حتى تغدو التغطية الصحية الشاملة واقعاً وحقيقة.

واحتفاءً بيوم الصحة العالمي، نظَّم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية احتفالًا صباح يوم الجمعة 5 نيسان/أبريل على ضفاف نهر النيل في القاهرة، مصر. وجمع الاحتفال عدداً كبيراً من الشركاء وأصحاب المصلحة على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلى جانب أفراد من المجتمع المدني والشباب ووسائل الإعلام. وشارك الحضور جميعاً في جلسة للنشاط البدني “في الحركة صحة وبركة”، وشكلوا بعدها سلسلة تضامن بشرية كبيرة وهم يرددون “الصحة للجميع وبالجميع”.

وحضر الحفل، الذي استضافه الدكتور أحمد المنظري مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط مندوب عن معالي الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان في مصر، وخيرت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإيثان وونغ، ممثل مؤسسة بيل وميليندا غيتس، وريتشارد ديكتوس، المنسِّق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر.

وأثنت الدكتورة هالة زايد، في رسالتها إلى الحفل، على التعاون بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان في مصر، والذي كان من ثماره نجاح حملة (100 مليون صحة) التي تغطي جميع محافظات مصر وتهدف إلى اختبار 100 مليون مصري للكشف عن التهاب الكبد C والأمراض غير السارية. وسلطت الرسالة الضوء على نظام التأمين الصحي الشامل الجديد في مصر، الذي يُعَد خطوة بالغة الأهمية اتخذتها الحكومة لتوفير التغطية الصحية الشاملة لجميع الأفراد في جميع أرجاء البلاد.

قد يهمك ايضاً:

وأكد الدكتور أحمد المنظري في كلمته أن منظمة الصحة العالمية واليونيسف تعملان معاً وتربطهما شراكة وطيدة معنية بالرعاية الصحية الأولية منذ إعلان ألما- آتا التاريخي “الصحة للجميع” في عام 1978، وقد تجددت هذه الشراكة في أستانا، كازاخستان أواخر عام 2018. وأشار الدكتور المنظري إلى أن ما يتراوح بين 80% و90% من الخدمات الصحية الأساسية يمكن تقديمها على مستوى الرعاية الصحية الأولية، بما في ذلك في حالات الطوارئ، والتي أصبحت  للأسف سمة مميزة للإقليم.

وقال الدكتور المنظري “في زيارتي الأخيرة إلى اليمن، قابلت العشرات من المرضى في المستشفيات ممن كانوا ليلقوا حتفهم لولا الأدوية والعلاجات والرعاية الأساسية التي تمثل جزءاً من خدمات الرعاية الصحية الأولية. وتمكنت من مقابلة خديجة، وهي فتاة تبلغ من العمر عامين نجت من سوء تغذية حاد في أحد المرافق الصحية التي تدعمها الصحية، وذلك لأنه وجِد مرفق صحي وكان مزوداً بالعاملين والمستلزمات الضرورية لإنقاذ حياتها. وهذا هو السبب وراء أهمية الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة – فكلتاهما تضمنان أن يحصل حتى الأفراد الأكثر ضعفاً على الخدمات الصحية الأساسية والمُنقِذة للحياة على مستوى الرعاية الصحية الأولية، فلا داعي إلى أن يموت شخص بسبب حالة من الممكن علاجها طبياً”.

وأشاد المدير الإقليمي لليونيسف، خيرت كابالاري، في كلمته بالشراكة والتعاون المشترك بين منظمة الصحة العالمية واليونيسف، بما يساعد في تحويل الوعد التاريخي لتحقيق الصحة للجميع إلى حقيقة.

وصرح السيد كالاباري “تستطيع الرعاية الصحية الأولية الوصول إلى المجتمعات، بما في ذلك المجتمعات الأكثر ضعفاً وتأثراً. وهي عامل أساسي في ضمان حق الجميع في الصحة. كما أنها منصة حيوية للاستثمار فيها؛ وهذا ما قمنا به ويتعين علينا أن نواصل القيام به. فمن خلال الرعاية الصحية الأولية تحدث أكثر الولادات المأمونة، ويجري تمنيع الأطفال ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها، ويتم التحقق من حالتهم الغذائية. وتتزايد أهمية الرعاية الصحية الأولية باعتبارها النقطة التي يمكن فيها تقديم الخط الأول من الدعم النفسي والاجتماعي، ويجري فيها التعرف على الأطفال ضحايا العنف ومن ثم توفير حماية أفضل لهم، وفيها تستطيع الأسر الحصول على أفضل النصائح لرعاية أطفالها بوسائل منها الأخذ بالممارسات المأمونة للنظافة، وحيث يمكن تشخيص حالات التأخر في النماء مبكراً بما يسمح بالتدخل والعلاج في الوقت المناسب”.

وخلال الاحتفال، أُطلِقت مبادرة مؤسسة بيل وميليندا غيتس لأداء الرعاية الصحية الأولية لدعم قياس الرعاية الصحية الأولية والارتقاء بها في الإقليم. وتعتبر هذه المبادرة شراكة مكرسة لإحداث نقلة نوعية في الحالة العالمية للرعاية الصحية الأولية. وهي تعمل عن كثب مع الحكومات والشركاء في التنمية الذين يتطلعون إلى تعزيز الرعاية الصحية الأولية، وتزودهم بالبيانات والمعلومات والدعم الذي يحتاجون إليه لتوجيه التحسينات القائمة على البيّنات. وتهدف المبادرة إلى الوقوف على التقدم الذي تحرزه البلدان في سبيل تحسين الرعاية الصحية الأولية.

وقال السيد إيثان وونغ من مؤسسة بيل وميليندا غيتس “إن المؤسسة يسرها أن تدعم منظمة الصحة العالمية واليونيسف بإطلاق مبادرة تشمل الإقليم بأسره لتقييم أداء الرعاية الصحية الأولية على مستوى البلدان بالشراكة مع مباردة أداء الرعاية الصحية الأولية. وسيكون الإقليم في صدارة الحركة العالمية لتحسين الرعاية الصحية الأولية، وستكون هذه المبادرة لتقييم الرعاية الصحية الأولية هي الأكبر من نوعها حتى الآن. وإننا متحمسون لنكون معكم في هذه الرحلة، ولاستخلاص الدروس المستفادة خلالها لنطلع عليها المجتمع العالمي”.

وفي الكلمة التي ألقاها السيد ريتشارد ديكتوس، المنسق المقيم للأمم المتحدة، ذكر أنه بالرغم من أن الصحة هي المحور الأساسي للهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، فإنها ترتبط بأهداف أخرى كثيرة منها على سبيل المثال تلك الأهداف الخاصة بالتعليم والحماية الاجتماعية والبيئة. وفي معرض حديثه عن إطلاق مبادرة أداء الرعاية الصحية الأولية في هذه الفعالية، سلط السيد ديكتوس الضوء على أهمية الشراكة بين وكالات الأمم المتحدة لتحقيق هدف الصحة للجميع وبالجميع. وضرب مثلاً بمبادرات التغذية الصحية التي يمكن أن تسهم فيها وكالات مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي.

واختتم الدكتور المنظري قائلاً ” في يوم الصحة العالمي، أهيب بالحكومات والشركاء والمجتمع المدني والأفراد وكل واحد منا إلى التكاتف والعمل معاً لضمان تحقيق الصحة للجميع في الإقليم وخارجه”.

اترك رد